- وأما كون هذا العرش في مثلث برمودا أو غيره، فهذا من الغيب الذي لا سبيل إلى الإطلاع عليه إلا بالخبر الصادق من الكتاب والسنة، ولا يوجد دليل من الكتاب والسنة على شيء يفيد تحديد ذلك.
أحاديث في البحر:
- عن جابر ? قال: بعثنا رسول الله ? وأمر علينا أبا عبيدة ? نتلقى عيراً لقريش وزودنا جراباً من تمر لم يجد غيره فكان أبو عبيدة ? يعطينا تمرة تمرة قال: فقلت كيف كنتم تصنعون بها؟ قال نمصها كما يمص الصبي، ثم نشرب عليها من الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل وكنا نضرب بعصينا الخبط ثم نبله بالماء فنأكله قال وانطلقنا على ساحل البحر فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم فأتيناه فإذا هي دابة تدعى العنبر قال: قال أبو عبيدة ميتة، ثم قال: لا بل نحن رُسل رسول الله ? وفي سبيل الله وقد اضطررتم فكلوا، قال فأقمنا عليه شهراً ونحن ثلاث مائة حتى سمنا قال ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينه بالقلال الدهن ونقتطع منه الفدر كالثور (أو كقدر الثور) فلقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلاً فأقعدهم في وقب عينه وأخذ ضلعاً من أضلاعه فأقامها ثم رُحّل أعظم بعير معنا فمر من تحتها وتزودنا من لحمه وشائق فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله ? فذكرنا ذلك له فقال (هو رزق أخرجه الله لكم فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا؟) قال فأرسلنا إلى رسول الله ? منه فأكله). رواه البحاري ومسلم، انظر صحيح مسلم [3/ 1535] ومشكاة المصابيح [2/ 436] وزاد المعاد [3/ 343].
معنى:
(عيراً) العير هي الإبل التي تحمل الطعام وغيره.
(جراباً) بكسر الجيم وفتحها الكسر أفصح وهو وعاء من جلد.
(نمصها) بفتح الميم وضمها الفتح أفصح وأشهر.
(الخبط) ورق السلم.
(الكثيب) هو الرمل المستطيل المحدودب.
(وقب) هو داخل عينه ونقرتها.
(بالقلال) جمع قلة وهي الجرة الكبيرة التي يقلها الرجل بين يديه أي يحملها.
(الفدر) هي القطع.
(كقدر الثور) رويناه بوجهين مشهورين في نسخ بلادنا أحدهما بقاف مفتوحة ودال ساكنة أي مثل الثور والثاني كفدر جمع فدرة والأول أصح.
(رحل) أي جعل عليه رحلا.
(وشائق) قال أبو عبيد هو اللحم يؤخذ فيغلى إغلاء ولا ينضج ويحمل في الأسفار يقال وشقت اللحم فاتشق والوشيقة الواحدة منه والجمع وشائق ووشق وقيل الوشيقة القديد.
- قال ? (إن الله وملائكته حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير) رواه الطبراني في الكبير عن أبي أمامة ?، قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: [1838] في صحيح الجامع الصغير وزيادته [1/ 272].
- قال ? (الخلق كلهم يصلون على معلم الخير حتى نينان البحر) قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: [3343] في صحيح الجامع الصغير وزيادته [1/ 566].
- ومعنى (نينان البحر) أي الحيتان. أنظر فتح الباري لابن حجر [1/ 200] وشرح النووي على مسلم [3/ 227].
- وقال رسول الله ? (وإن رجلاً ممن كان قبلكم جلب خمراً إلى قرية فشابها بالماء فأضعف أضعافاً فاشترى قرداً فركب البحر حتى إذا لجج فيه أَلهم الله القرد صرة الدنانير فأخذها فصعد الدقل ففتح الصرة وصاحبها ينظر إليه فأخذ ديناراً فرمى به في البحر وديناراً في السفينة حتى قسمها نصفين) قال الشيخ الألباني (صحيح لغيره) صحيح الترغيب والترهيب [2/ 159] السلسلة الصحيحة [7/ 45].
- وعن أبي هريرة ? أن رسول الله ? ذكر رجلاً من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فقال ائتني بالشهداء أشهدهم فقال كفى بالله شهيداً، قال فائتني بالكفيل قال كفى بالله كفيلاً، قال صدقت فدفعها إليه إلى أجلٍ مسمى فخرج في البحر فقضى حاجته ثم التمس مركباً يركبه ويقدم عليه للأجل الذي أجله فلم يجد مركباً فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبها ثم زجج موضعها ثم أتى بها البحر فقال اللهم إنك تعلم أني تسلفت فلاناً ألف دينار فسألني كفيلاً فقلت كفى بالله كفيلاً فرضي بك فسألني شهيداً فقلت كفى بالله شهيداً فرضي بك وإني جهدت أن أجد مركباً أبعث إليه الذي له فلم أقدر وإني أستودعكها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركباً يخرج إلى بلده فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركباً قد جاء بماله فإذا الخشبة التي فيها المال فأخذها لأهله حطباً
¥