[حالتان في قضية واحدة: هل يحل فيهما للمتصدق استرجاع صدقته؟!!]
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[16 - 08 - 08, 07:36 م]ـ
الحمد لله
القضية باختصار:
امرأة أضاعت مالها في العمرة، فبكت عليه، فرق لها من معها
فتعاونوا على تعويضها المبلغ المفقود
السؤال الأول:
وجدت هذه المرأة مالها، فهل لهم طلب صدقتهم منها؟
السؤال الثاني:
كذبت هذه المرأة في قدر المال المفقود، فادعت أنه أضعاف الواقع
وقد علموا بذلك، فهل لهم المطالبة بمالهم؟
وفقكم الله
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[16 - 08 - 08, 09:23 م]ـ
بسم الله الرحمين الرحيم
عن عمر رضي الله عنه: أنه حمل على فرس في سبيل الله فوجده عند صاحبه وقد أضاعه وكان قليل المال فأراد أن يشتريه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال (لا تشتره وإن أعطيته بدرهم فإن مثل العائد في صدقته كمثل الكلب يعود في قيئه"
قال الحافظ ابن حجر في فتحه شرحا لحديث تصدق عمر بفرسه ثم طلب الإذن بشرائه ممن تصدق به عليه حيث ذكر علة المنع:
"أن الغرض منها ثواب الآخرة فإذا اشتراها برخص فكأنه أختار عرض الدنيا على الآخرة مع أن العادة تقتضي بيع مثل ذلك برخص لغير المتصدق فكيف بالمتصدق فيصير راجعا في ذلك المقدار الذي سومح فيه"
فصدقة الأفاضل كانت ابتغاء وجه الله فإذا ظهر كذب المتصدق عليه فإن ذلك لا يغير شيئا لأن رد ما تصدق به يدل على أختيار عرض الدنيا على الاخرة. بالأضافة أنَ الحديث الأول يفيد النهي عن الرجوع في الصدقة و هو عام، و الله أعلم.
و لعل ما قلته سابقا يعضده ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (قال رجل لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون تصدق على سارق فقال اللهم لك الحمد لأتصدقن بصدقة فخرد بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية فقال اللهم لك الحمد على زانية؟ لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته. فوضعها في يدي غني فأصبحوا يتحدثون تصدق على غني فقال اللهم لك الحمد على سارق وعلى زانية وعلى غني فأتي فقيل له أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها وأما الغني فلعله يعتبر فينفق مما أعطاه الله)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله شرحا لحمد المتصدق على وقوع الصدقة بيد من لا يستحقها:
"والذي يظهر الأول وأنه سلم وفوض ورضي بقضاء الله فحمد الله على تلك الحال لأنه المحمود على جميع الحال لا يحمد على المكروه سواه"
و الله أعلم
ـ[محمد الحمدان]ــــــــ[16 - 08 - 08, 10:12 م]ـ
1 - (لا تعد في صدقتك) وفي رواية (لا تعد في هبتك).
2 - حديث التصدق على الزانية وعلى الغني
أرى أنهما نصَّان في محلِّ النزاع. والله أعلم
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[17 - 08 - 08, 04:28 ص]ـ
الحمد لله
القضية باختصار:
امرأة أضاعت مالها في العمرة، فبكت عليه، فرق لها من معها
فتعاونوا على تعويضها المبلغ المفقود
السؤال الأول:
وجدت هذه المرأة مالها، فهل لهم طلب صدقتهم منها؟
السؤال الثاني:
كذبت هذه المرأة في قدر المال المفقود، فادعت أنه أضعاف الواقع
وقد علموا بذلك، فهل لهم المطالبة بمالهم؟
وفقكم الله
ياشيخ هذه الأمور راجعة-كما تعلم- لها، هي أخذته باستحقاق (إذ فقدت مالها في سفر) فرد الله لها مالها، فهي كمن وجد الماء بعد التيمم ربما ..
هي لم تسأل من معها بل هم من جادوا بالمال والجواد لايعود في جوده ..
ثانياً عندما زادت المال هي زادته من كبر المصيبة عليها فهي تراه كثير جداً وربما هي (مقترة) لأن المقترون هم من يصعقون إذا ضاع منهم مال .. ولو كان قليلاً!!
وهل من أعطاها واحد؟ أم جماعة؟
المتوقع أنهم جماعة ولايصدق على أحدهم-فيما أظن- أنه أعطاها منفرداً أكثر مما فقدت.
،،،،
وعموماً غالب من يسألون الناس لايعلم صادقهم من كاذبهم،،لكن الأجر يقع بإن الله ..
هذه مجرد تأملات،،،،
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[17 - 08 - 08, 07:54 ص]ـ
"ثانياً عندما زادت المال هي زادته من كبر المصيبة عليها فهي تراه كثير جداً وربما هي (مقترة) لأن المقترون هم من يصعقون إذا ضاع منهم مال .. ولو كان قليلاً!! "
(ابتسامة)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[17 - 08 - 08, 03:10 م]ـ
جزاكم الله خيراً
فعلا هي كانت تبكي على فقد (القليل) من المال عندنا، لا عندها!
فالمبلغ المفقود كان (20) ديناراً أردنيا!!! ولعله (نصف) مالها!
ولما كانت تبكي وقال لها من راجعها قال لها: كم فقدت؟ 1000؟ 500؟ 200؟ قالت: 200!!
وهذا يعني أن من الناس من أعطاها أكثر مما فقدت
على كل حال
أنا خطر ببالي ما ذكره الإخوة من أدلة، وأحببت مدارسة الأمر معهم، فالجرأة على المسائل غير محمودة، وخاصة إن كان عند المتكلم سعة أن يراجع ويشاور
وأنا قلت للأخ السائل:
فقدها لمالها: هو سبب تبرعهم وتصدقهم، فذهاب السبب: لا يبيح لهم التراجع، وهو غير ما لو علقوا الأمر على ذهاب السبب، كأن يقولوا - مثلا -: هذه مساهمات أو تبرعات، فإن وجدت مالك، أو جاءتك حوالة: فيرجع مالنا، فأرى أن هذا له وجه قوي في إرجاع المال، وهو متردد بين صدقة مشروطة، وقرض مشروط
وأما ما يدفع الإنسان للتبرع والتصدق: فإنه أراد وجه الله في بذله، ولا ينتظر رجوعه، وإنما يرجو ثوابه يوم يلقاه
والله أعلم
¥