4 - شرح الكوكب المنير4/ 225 - التحبير في شرح التحرير 7/ 3539 - التحقيقات والتنقيحات السلفيات على متن الورقات ص472 تصنيف مشهور بن حسن. وإعلام الموقعين -16 - 18 - 148 من المقدمة. وجامع المسائل2/ 197.
كان سبب النزول أن الصحابة كانوا متحرجين بالطواف بين الصفا والمروة لأن أهل الجاهلية كانوا يطوفون حول الأصنام،وعذرهم أيضا أن الله لم يذكر شيئا حول فضل الصفا والمروة في كتابه،ولكي يزول الشك نزلت هذه الآية مطمئنة لهم،وتأكيدا بأنهما من شعائر الله ولاحرج عليكم بطوافهما ولكم الأجر إن تطوعتم بطوافهما وكان الله لكم شاكر عليم. فالشارع حكيم بعباده مطلع وعليم مابنفوسهم حيث أنه علم أن الناس كانوا متحرجين من الطواف وكارهين التشبه بالمشركين لم يوجب عليهم الطواف ولم ينفرهم من دينه السمح،بل أمرهم أمرا تخييرا وجعله تطوعا حتى لايشق على نفوسهم.
ونظير هذه المسألة التمتع في أشهر الحج حيث أن الصحابة كانوا يروون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض، كنظرتهم في الطواف للصفا والمروة أنهما من أمور الجاهلية.
وعندما علم رسول الله أن هذا الاعتقاد منتشرا فيما بينهم،أمرهم أن يجعلوها عمرة فتعاظم ذلك عندهم،فقالوا: يارسول الله أي الحل؟ قال: الحل كله. (1)
وفي رواية: فلما قدمنا مكة أمرنا أن نحل ونجعلها عمرة، فكبر ذلك علينا، وضاقت به صدورنا، فبلغ ذلك النبي فما ندري أشيء بلغه من السماء، أم شيء من قبل الناس. (2)
وقال النووي: واختلف العلماء في معناه على أقوال أصحها وبه قال جمهورهم معناه أن العمرة يجوز فعلها في أشهر الحج إلى يوم القيامة،والمقصود به بيان إبطال ماكانت الجاهلية تزعمه من امتناع العمرة في الحج. (3)
قلت: ومن اجل ذلك ربنا الحكيم الرحيم قد اختار لهم أوسط التكاليف وهو الاستحباب،حتى لاينفرأحدهم من الدين الذي أصله مبني على اليسر، قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (البقرة:185)
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو سلمة الخزاعي، حدثنا ابن هلال، عن حميد بن هلال العدوي، عن أبي قتادة، عن الأعرابي الذي سمع النبي ?يقول: "إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره". (1)
وهذا ماكان عندي فإن كان صوابا فمن الله وحده، وإن كان خطئا فمن الشيطان ونفسي، والحمد لله رب العالمين على توفيقه لسبيل الحق المبين.
1 - رواه مسلم 8/ 191 (1240).
2 - رواه مسلم 8/ 143.
3 - شرح مسلم 8/ 143.
4 - رواه أحمد32/ 119رقم15371.
وله طريق آخرعن محجن بن الأدرع به نحوه بلفظ: " إن خير دينكم أيسره ". قاله ثلاثا. أخرجه الطيالسي (1296) و البخاري في " الأدب المفرد " (341) و أحمد (38/ 454 - 41/ 307).انظر إلى [السلسلة الصحيحة 2/ 379رقم1635]
الدليل الثالث: وهو المرفوع حكما إلى النبي ?حينما ينسب الصحابي السنة إلى النبي ? فهو لايكون من قبيل الرأى والاجتهاد.
عن قتادة قال سمعت أبا حسان الأعرج قال: قال رجل من بني الهجيم لابن عباس: ماهذه الفتيا التي قد تشغفت أو تشغبت بالناس أن من طاف بالبيت فقد حل؟
فقال سنة نبيكم وإن رغمتم. (1)
وفي لفظ: إن هذا الأمر قد تفشغ بالناس، من طاف بالبيت فقد حل: الطواف عمرة. (2)
وعن عمرو بن دينار قال: سألنا ابن عمر عن رجل قدم بعمرة.فطاف بالبيت ولم يطف بين الصفا والمروة. (3)
قال النووي: .. هذا الحكم الذي قاله ابن عمر هو مذهب العلماء كافة،وهو أن المعتمر لايتحلل إلابالطواف والسعي والحلق إلاماحكاه القاضي عن ابن عباس وإسحاق بن راهويه. (4)
وقال أيضا: هذا الذي ذكره ابن عباس وهومذهبه وهوخلاف مذهب الجمهورمن السلف والخلف، فإن الذي عليه العلماء كافة سوى ابن عباس أن الحاج لايتحلل بمجرد طواف القدوم. (5)
وقال العيني: السعي واجب في العمرة،وهو مذهب كافة العلماء، إلا ماحكاه عياض عن ابن عباس أنه أجاز التحلل بعد الطواف وإن لم يسع وهو ضعيف. (6)
قلت: والقول ليس من قول ابن عباس ورأيه إنما رفعه إلى النبي? بقوله: سنة نبيكم وإن رغمتم.
-1 رواه مسلم 8/ 195 (207).1244
-2رواه مسلم 8/ 195. (1245)
-3شرح مسلم للنووي 8/ 185.
4 - رواه مسلم 8/ 195.
5 - العزوالسابق.
.4/ 1316 - عمدة القاري
(20)
قال الشافعي: وابن عباس والضحاك بن قيس، رجلان من أصحاب النبي ? لايقولان:"السنة" إلا لسنة رسول الله ?. (1)
¥