تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كنز العمال (2/ 641) وعزاه لابن أبي شيبة ثم قال: (إسناده حسن)، قلت: وهذا الأثر عند ابن أبي شيبة رجاله كلهم ثقات فمسعر: هو الثقة المتقن الثبت، ومحمد بن عبدالرحمن: هو ابن عبيد الكوفي مولى آل طلحة بن عبيدالله، وهو من رجال مسلم ثقة مشهور ووثقه ابن معين وابن حبان وابن رجب وابن حجر، وطيسلة: هو ابن ميّاس اليمامي كان يرى رأي الخوارج ثم تاب وسمع من ابن عمر رضي الله عنه وسأله عن مسائل ووثقه ابن معين وابن حبان أيضا وكذا الشيخ الألباني في الصحيحة وردَّ على ابن حجر اقتصاره على قوله عنه في التقريب: (مقبول)، كما في الصحيحة ح 2898، ولم أر من نصَّ على رواية محمد بن عبدالرحمن عن طيسلة فضلاً عن سماعه، ولكن المعاصرة حاصلةٌ وإمكان اللقاء محتمل جداً، وعامة رواية محمد بن عبدالرحمن عن الوُسْطى من التابعين أو كبار التابعين من أهل الحجاز وعن أصحاب ابن عمر ? و أصحاب ابن عباس ?، فمثل هذا الأثر صحيح مقبول خصوصا وأنه أيضاً لم ينفِ أحدٌ سماع محمد مولى آل طلحة من طيسلة، وهو يروي عمن هم أقدم وأجل من طيسلة، ومثل هذا الأثر الصحيح حجة باتفاق أهل العلم - ولو لم يصِحَّ المرفوع - لأنه له حكم الرفع، ولا يقال مثل هذا من قبيل الرأي والاجتهاد، فهو ذِكرٌ بلفظ مخصوص وعدد مخصوص وله فضل مخصوص ومقيد بأدبار الصلوات وعند النوم، وابن عمر رضي الله عنه من أشد الناس اتباعاً ووقوفاً على السنن.

وقد اختلف أهل العلم في المراد من دبر الصلاة الواردة في أحاديث كثيرة هل يكون ذلك قبل التسليم أو بعد التسليم قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: ((ودبر الصلاة يحتمل قبل السلام وبعده وكان شيخنا يرجح أن يكون قبل السلام فراجعته فيه، فقال: دبر كل شيء منه، كدبر الحيوان)) 0

واختار الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين أن ماورد في الأحاديث في دبر الصلوات إن كان دعاءً فيكون قبل التسليم لأن الدعاء ناسب أن يكون محله قبل الفراغ من الإقبال على الله وإن كان ذكراً فالغالب أنه بعد التسليم 0

06 ومن الأذكار الثابتة التسبيح والتحميد والتكبير، وقد ثبتت عنه صلى الله عليه وسلم على أوجهٍ متنوعة وبأعداد مختلفة فمن هذه الوجوه:

01 أن يقول سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين أي يقولهما مجتمعةٍ من غير فصل حتى يكملها، ولايجعل فيها التهليل، وقد ثبتت هذه الصفة فيما رواه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ((أَنَّ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ فَقَالَ: وَمَا ذَاكَ قَالُوا: يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ وَلَا نَتَصَدَّقُ وَيُعْتِقُونَ وَلَا نُعْتِقُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (أَفَلَا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ وَلَا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ إِلَّا مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ؟) قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: تُسَبِّحُونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً)). وهذا الحديث ظاهره أنه يقول التسبيح والتحميد والتكبير مجتمعاً ثلاثاً وثلاثين مرة، وهو ما فهمه راويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عند الشيخين وهو أبوصالح.

وهذا أصح ما ورد في الصحيحين من العدد في التسبيح والتحميد والتكبير، أما التسبيح والتحميد والتكبير عشراً فهذا تفرد به بعض الرواة في حديث أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه كما بينه ابن حجر في شرحه، وأما التسبيح والتحميد والتكبير أحد عشر مرة عند مسلم فهذا من فهم سهيل بن أبي صالح وفيه نظر، ومن خالفه معه زيادة علم كما بينه النووي في شرحه على مسلم وابن القيم في زاد المعاد، ولذا نص ابن رجب رحمه الله في فتحه أن أحاديث التسبيح والتحميد والتكبير ثلاثاً وثلاثين أصح ما في الباب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير