تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جميعا ففيها نظر بالغ إذ لازم ذلك الإتيان بذكر جديد مقيد بعدد وسبب؛ فيكون ذكراً محدثاً، فقال النووي: يأتي بثلاثة وثلاثين تسبيحة وثلاث وثلاثين تحميدة وأربع وثلاثين تكبيرة وخمس وعشرين تهليلة وهذا ذكر مخترع لا أصل له.

8. ومن الثابت عنه صلى الله عليه وسلم قراءة آية الكرسي دبرَ كل صلاةٍ مكتوبة، فروى النسائي في عمل اليوم والليلة وهو من السنن الكبرى بسند جيد عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلاّ أن يموت "، قال ابن كثير في تفسيره: (هو إسناد على شرط البخاري)، وذكر المنذري والهيثمي وابن مفلح في الفروع أن إسناده جيد، والحديث صححه ابن حبان - كما في بلوغ المرام - وابن القيم وصححه أيضا الضياء المقدسي وابن عبد الهادي وأنكرا تضعيفه على ابن الجوزي -كما في نتائج الأفكار لابن حجر -، وكذا صححه الشيخ الألباني في الصحيحة وله رحمه الله بحثٌ طويل في الدفاع عن تصحيحه والرد على من قال بوضعه كابن الجوزي، وأما شيخ الإسلام فاختلف كلامُه في هذا الحديث فقال في مجموع الفتاوى (22/ 508):" قد رُوي فى قراءة آية الكرسى عقيب الصلاة حديث لكنه ضعيف، ولهذا لم يروه أحد من أهل الكتب المعتمد عليها فلا يمكن أن يثبت به حكم شرعي" ......... ثم أنكر رحمه الله بشدة على قراءتها في جماعة ثم قال في ختام الفتوى: " وأما إذا قرأ الإمام آية الكرسي فى نفسه أو قرأها أحد المأمومين فهذا لا بأس به، إذ قراءتها عملٌ صالح وليس فى ذلك تغيير لشعائر الإسلام "ا. ه وقال في (22/ 516): " وأما قراءة آية الكرسي فقد رويت بإسناد لا يمكن أن يثبت به سنة " - أي بعد المكتوبات كما في سياق الكلام والفتوى-، وفي مختصر الفتاوى المصرية/ 86:"جهر الإمام والمأموم بقراءة آية الكرسي بعد الصلاة مكروه بلا ريب، وروي في قراءتها حديث لكنه ضعيف جداً" ا. ه، وأما ابن القيم في الهدي النبوي (1/ 304) فقد قال: "وبلغني عن شيخنا أبي العباس ابن تيمية قدس الله روحه أنه قال: ما تركتها عقيب كل صلاة"ا. ه، والأقرب عندي من مجموع قولي ابن تيمية أنه لايصحح الحديث، ونَقْلُ ابن القيم إنما هو بلاغ منقطعٌ، ويمكن الإجابة عنه أيضا على فرْضِ ثبوتِ ما نقله عنه ابن القيم، ومن نظر في إسناد هذا الحديث حصل له تردد في تصحيحه، بل قال ابن حجر في نتائج الأفكار: "لم أجد للمتقدمين تصريحا بتصحيحه "، فهذا الحديث مداره على محمد بن حِمير السَّلِيحي الحمصي وقد تفرد به؛ ولذا قال الدارقطني: "غريب من حديث الألهانى عن أبى أمامة، تفرد به محمد بن حمير عنه" ا. ه - نقلاً عن موضوعات ابن الجوزي - وكذا استغربه الذهبي في ميزان الاعتدال وجعله من أفراد محمد بن حمير، ومحمد بن حمير: هذا وإن وثقه ابن معين ودحيم وابن حبان وروى له البخاري في صحيحه، إلا أنه ضعفه يعقوب الفسوي وأبو حاتم وقال الذهبي: " له غرائب وأفراد "، وتوسَّطَ فيه النسائي والدارقطني، ورواية البخاري له في الصحيح إنما هي في الشواهد لا في الأصول كما نبه عليه ابن حجر في مقدمة الفتح، ولكن صرح ابن حجر في نتائج الأفكار أن من جرَّحه فتجريحه غير مفسَّر، والحديث له شواهد عن جماعة من الصحابة ذكرها ابن القيم في زاد المعاد وابن كثير في تفسيره وقال: "ولكن في إسناد كل منها ضعف"ا. ه، وقال ابن القيم في الهدي النبوي (1/ 304): " وفيها كلها ضعف ولكن إذا انضم بعضها إلى بعض مع تباين واختلاف مخارجها دلت على أن الحديث له أصل وليس بموضوع " ا. ه، فمثل محمد بن حمير لعله يحتمل له هذا خصوصاً أنه ليس في أصول الأحكام، فالحديث هذا كما يظهر والله أعلم أنه من قبيل الحديث الحسن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير