تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

العصر والمغرب"، والأول أظهر أنه ما بين الظهر إلى المغرب، ولو قيل بامتداده إلى نصف الليل لم يكن بعيدا وعليه تدل بعض النصوص النبوية والآثار، ثمَّ إن المساء أصلٌ في الاسوِداد كما قرره غير واحد من أهل اللغة.

وقد وردت بعض الأحاديث التي تدل على اختصاص بعض الصلوات بمزيد من الأذكار، ومن ذلك:

? التهليل عشراً بعد صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب بقوله: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، وزاد بعض الرواة: (يحيي ويميت)، فهذا الذكر ورد من حديث شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم واضطرب فيه شهر اضطرابا بيِّناً كبيرا كما قرره الدارقطني في العلل وابن رجب في فتحه وكذا ابن حجر في الفتح وفي نتائج الأفكار والشيخ الألباني في تمام المنة، فتارة يرويه شهر عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل وتارة عن أبي ذر وتارة عن أبي أمامة وتارة عن أبي هريرة وتارة يرويه شهر عن عبد الرحمن بن غنم مرسلاً وتارة يرويه شهر عن أم سلمة عن فاطمة رضي الله عنهما، وهذا اختلاف شديد من شهر بن حوشب، وكذا اضطرب في متنه فتارة أطلق الصلوات وتارة قيَّدها بالفجر والمغرب وتارة بالفجر وحدها وتارة بالفجر والعصر، واختلف الثواب في الأحاديث وكذا اختلفت الروايات في زيادة: (يحيي ويميت)، وهل يقيد بأن يقول قبل ثني الرجل أم لا؟ وقد رُوِيَت أحاديثُ أخرى في الباب من غير طريق شهر عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم كأبي أمامة وأبي هريرة وأبي الدرداء وأبي أيوب وأبي سعيد الخدري وعمارة بن شبيب مرسلاً ووصله النسائي في الكبرى وله علة، وكل هذه الأحاديث هي بَيْنَ الضعف الشديد وبين المنكر المعلل الظاهر العلة فلا يصلح شيء منها للاستشهاد والتقوية، ثم إن مثل هذه المناكير لا تقوى على مقاومة الأحاديث التي جاءت بأسانيد صحيحة وبعضها في الصحيحين، وقد جاءت مطلقة غير مخصصة بوقت وبعضها يقال في اليوم وبعضها في الصباح والمساء، وليس شيء منها جاء مقيداً بدبر الصلوات، ومن هذه الأحاديث الصحيحة: ما رواه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائةَ مرة كانت له عدلَ عشرِ رقاب، وكتبت له مائةُ حسنة ومحيت عنه مائةُ سيئة، وكانت له حِرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ومنها: ما رواه الشيخان واللفظ لمسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مِرَارٍ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَعِيلَ"، وجاء تقييد العشر بالصباح والمساء في حديث أبي أيوب رضي الله عنه من طريق آخر عند أحمد في المسند وإسناده صحيح، ونحوه عند أبي داوود في سننه من حديث أبي عياش الزرقي رضي الله عنه بسند صحيح وفيه أيضا: (إذا أصبح .... وإذا أمسى)، فهذه هي الأحاديث الصحيحة وفيها أكبر دلالة عند تأمل الطرق على ضعف ونكارة الأحاديث التي فيها تخصيص التهليل بعد صلاة المغرب والفجر؛ ولكن من أتى بالتهليلات العشر أو المائة بعد صلاة الصبح أو بعد صلاة المغرب على أنها من أذكار الصباح والمساء فلا حرج في هذا -ولو حرص على هذا التنظيم- والأولى عدم المداومة على ذلك دبر الصلاتين.

? ومما ورد فيه التخصيص بعد الفجر وبعد المغرب ما رواه أحمد في مسنده وأبو داوود في سننه عن مسلم بن الحارث ويقال الحارث بن مسلم التميمي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أسرَّ إليه فقال:"إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل: اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إذا قلت ذلك ثم مِتَّ في ليلتك كُتِبَ لك جوار منها، وإذا صليت الصبح فقل كذلك فإنك إن مت في يومك كُتِبَ لك جوار منها"، فهذا الحديث صححه ابن حبان وحسنه ابن حجر في نتائج الأفكار، والصواب أنه حديث ضعيف لا تقوم به حجة مداره على مسلم بن الحارث و يقال الحارث بن مسلم -اختلف في اسمه بناءً على الاختلاف في اسم أبيه- عن أبيه الصحابي فهذا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير