تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[30 - 11 - 08, 02:23 م]ـ

وقولكم: "حصول الموت شيء، وتيقن الضرر شيء، فالأنفس بيد الله سبحانه، والآجال قد كتبها سبحانه، وقد يحدث الزحام في عام ما فيموت بعض الناس، وقد يضيق المسعى كما في القرون الأخيرة بسبب الغصب وبسبب الباعة.

لكن نحن كلامنا الآن في صورة تأكد لنا فيها حصول الضيق والضرر والاختناق، وولاة الأمر ينظرون بحسابات دقيقة إلى تدفق الحجاج في الأعوام القادمة، وهذه الزيادة تنمو بشكل مستمر ومطرد".

قولكم: تأكد حصول الضيق صحيح، وهذا ليس بالجديد!! وقولكم والضرر، فيه نظر بل ربما كان الضرر قديماً أظهر، وهذا يتضح لمن تأمل حال الناس وحجهم بدوابهم في العهد الأول!

ولذا فإن حوادث الموت في المسعى لا تكاد تذكر في عهدنا الحاضر بعد توسعة الأدوار، بينما أثرت قديماً.

ثم إن البناء الرأسي متيسر وبه يزول الإشكال والضرر إن كان ثمة.

يقول الشيخ ابن عثمين رحمه الله:

المشقة كانت قديما تلحق الحجاج والمعتمرين في الوصول إلى المشاعر، واليوم تيسر الوصول إليها، وآلت المشقة في أداء المناسك نفسها.


وما ذكرته - حفظكم الله - في تعقيبكم علي يؤكد على أحد أهم أسباب الخلاف بين المعاصرين في توسعة المسعى، والتي تمت الإشارة إليها في صدر البحث:
وهو الخلاف في حصول الضرورة إلى توسعة المسعى، والخلاف في طريقة رفعها ..

ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[30 - 11 - 08, 02:38 م]ـ
وأما قولكم: "وطرحت عليكم سؤالا وأتمنى منكم الإجابة عليه بشكل مباشر:
لو كان المسعى القديم من غير جدران؛ فهل يمكن للناس أن ينحصروا فيه في أيام الموسم الشداد؟ ".

فلا أذكر أنكم طرحتموه علي!
بل لم أحظ بالمشاركة في نقاش مع فضيلتكم في غير هذا التعليق السابق على ما أحسب.
وأما جواب ما طرحته علي الآن أحسن الله إليك فهو: نعم يتصور! يتصوره كل من تصور حال الحج في تلك العهود، فما أيسر أن يقع امرئ أو امرأة من على حمار أو بعير فيوقص ثم يكون هذا سبباً في موت جم غفير وقد وقع هذا كما في اتحاف الورى (619)!
ووقوع مثل هذه الحوادث مع عدم وجود جدران دليل على تحريهم وحرصهم عدم مفارقة الذرع المعروف. كما حصل هذا قديماً، ولا تزال نظائر له تحصل حتى يوم الناس هذا كالشأن عند جبل الرحمة (إلال) وليس ثمة حوله سور، وكما حصل مراراً التدافع عند جمرة العقبة الكبرى في أعوام خالية نجم عنه سقوط عدد من القتلى وليس حولهم سور! (أعني الحوادث التي وقعت لمن في الأرض لا فوق الجسر).

أخي الكريم:
نعم، لم أوجه السؤال إلى خصوصكم، وإنما طرحته في في المشاركة الأولى في الموضوع، ووضعنا له استفتاء في ملتقى المذاهب الفقهية والدراسات العلمية.
والسؤال لا يتعلق بإبمكانية حصول الموت.
وإنما السؤال يتسلط على صورة محددة وهو الآن في هذه الأعوام لو تصورنا أن المسعى القديم كان من غير جدران، فهل يتصور أن ينحصر الناس في مساحته السابقة إذا أخذنا بالاعتبار أيام الموسم شديدة الازدحام، مثل العشر الأواخر من رمضان ومثل يوم عيد الأضحى، وأيام التشريق
فهل يتصور للساعين في شدة ازداحمهم واكتظاظ جموعهم، وسيرهم بخطى بطيئة جدا، بما يعني أن الشوط الواحد لا يقطع إلا في حدود [25 - 35] دقيقة وربما أكثر
فلو تصورنا أن المسعى من غير جدارن فإنه يتعذر بقاء هذه الجموع في هذا المحيط ولا بد أن يتسربوا إلى أيمانهم بما يسعهم ويكفيهم، ويتعذر بقاءهم في تلك الجموع الغفيرة في ذلك المحيط من أوله إلى آخره.
وحيئنذ سيستفتي الناس علماءهم بأنهم دفعوا إلى خارج الحدود في بعض سعيهم فيفتون بأنه لا حرج عليهم لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وما دام أنهم متصلون فحكمهم حكم الساعين لاسيما وأنهم يصدرون من الصفا إلى المروة، ومن المروة إلى الصفا، وإنما اتسعت دائرتهم في ذهابهم وإيابهم بسبب شدة الزحام.
فالسؤال تسلط على صورة معينة، وهو تعذر انحصار الناس في الحدود القديمة في أيام الموسم لو كان من غير جدران.
وهو سؤال بما يشبه الإلزام.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير