تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن اللحن الجليِّ اقتراب الغين من الخاء في (غَيْر المَغْضُوبِ) وسببه النقص في صفة الجهر في الغين بينما الخاء مهموسة. وأما الضاد من (الضَّالِّين) في الفاتحة فحالُهَا مع هؤلاء الأئمة مما تُسْكَبُ فيه العَبَرَاتُ، تُنْطَقُ أحيانًا ظاءً، وأحيانًا طاءً - بالمهملة -، وأحيانًا دالًا مُفَخَّمَة، وهذا هو الغالب، وكل هذا الأصلُ فيه أنه من اللحن الجليِّ الذي يُفسِد القراءة ويجعل الصلاة خلفَ الإمام فيها نظرٌ، لكنَّ الإخلالَ بالضاد مما عَمَّتْ به البَلْوَى، وكَلَّتْ دون ضَبْطِهِ الهممُ، ليس في عصرنا فقط؛ بل منذ زمن السَّخاوي عَلَمِ الدين أوَّلِ شارحٍ للشاطبيةِ، المُتَوَفَّى سنة (643) هـ).

اللحن الخفي واللحن الجلي في سورة الفاتحة وأخطاء أئمة المساجد المشهورين

اللحن الخفي واللحن الجلي في سورة الفاتحة و الأخطاء الشائعة عند تلاوة القرآن الكريم

-1 -

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل البدأ:

س/ من هو القاريء المتقن؟

ج/ القاريء المتقن هو:

- من إذا قرأ القرآن لا تعرف جنسيته الجغرافية من نطقه بسبب إتقانه مخارج الحروف!

- يمد المد الطبيعي حركتين فقط ولا يتجاوزها إلى ثلاث حركات وأربع ٍ وربما خمس حركات!

س/ ما هي أشهر سورة يخطيء فيها الناس؟

ج/ أشهر سورة هي سورة الفاتحة، حتى أئمة المساجد الكبيرة يخطئون فيها، ومنهم بعض أئمة الحرمين الشريفين خاصة في باب المد الطبيعي وعند الفراغ من القراءة بعد الفاتحة والشروع في الركوع! ومعلوم أن الفاتحة يتشدد فيها العلماء حتى أن بعضهم أو أكثرهم يرى بطلان الصلاة إذا قرئت الفاتحة بلحن ٍ جلي، كمن ينطق الضاد ظاءً في كلمتي: (المغضوب، ولا الضالين) ..

قلت:

لماذا يعجز البعض عن تصحيح قراءته للفاتحة؟

هل هو اللسان الذي تعود عليها منذ الصغر؟

أم أن هناك أسباب أخرى؟

هناك أحد المشائخ يمد حرف الألف في كلمة العالمين مدا زائدا، فنُبِّه إلى هذا الخطأ، وحاول أن يعدل من قراته فترة وجيزة ثم رجع إلى قراءته القديمة واستمر عليها، ومما يؤسف له أن العدوى انتقلت إلى بعض الأئمة الآخرين مكررين نفس الخطأ .. ويشاهد مثل هذا في القنوات الفضائية التي تعرض صلاة التراويح مثل الفضائية الليبية على رواية قالون، والمغربية على رواية ورش، وغيرهما من القنوات الأخرى، فتجد المد الطبيعي يُمد مدا يتجاوز الحركتين إلى الثلاث والأربع، وربما يصل أكثر من ذلك خاصة عند الفراغ من القراءة والشروع في الركوع، وهذا خطأ شائع ومنتشر بين أئمة المساجد، فإذا كان الإمام يقرأ بقصر العارض للسكون حركتين، فإنه عند الإنتهاء من القراءة والشروع في الركوع يمد العارض مدا مشبعا يصل عند بعضهم أكثر من ست حركات، وهذا ليس مبالغة مني، بل إن البعض يمد ما لا يُمد، فمثلا "في عمد ممددة"، عند الشروع في الركوع يقوم بعضهم بمد حروف "ممددة" وتغيير حركاتها، فيشبع الضم على الميم الأولى حتى تصبح واوا، ويمد بقية الحروف مدا شاذا من أجل الإعلام بانتهاء القراءة!! فتجد بعض المأموين يستبق الإمام فيسدل يديه لعلمه بنيته في الركوع!!


اخطاء القراءة
أخطاء القراءة نوعان:
نوع يغير النطق أو المعنى أو يغيرهما جميعا، ويسمى اللحن الجلي .. وهو لحن مذموم ومحرم يجب تصحيحه.
ونوع يغير النطق ولكنه لا يغير المعنى، ويسمى اللحن الخفي، كزيادة المد الطبيعي زيادة شاذة، أو قصر المد العارض تارة ومده تارة أخرى، أو اختلاس بعض الحركات، وهذا النوع هو الذي يقع فيه أئمة المساجد وطلبة العلم، وحتى يعرف أهمية تجنب اللحن الخفي، أذكركم أن شيخ القراءة المعتبر لا يعطي أجازة لتلميذه في القراءة مالم يتجنب التلميذ هذا النوع من اللحن .. وحكمه عند علماء القراءات الحرمة على العالم، والجواز للجاهل للعذر ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير