تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد سُقتَ لي كلام الشيخ ابن العثيمين رحمه الله، جوابا على سؤالي. أنا سألتك ما الدليل على حصر ذلك على أولياء الأمور؟ أرجو أن لا تأتيني بفتوى لعالم آخر، فنحن نريد الدليل بارك الله فيك.

طيب، كيف تقول بأن حديث محجن رضي الله عنه من المتشابه؟ مع أنه واضح في إقرار النبي صلى الله عليه و سلم لصلاة محجن في بيته و الأولى في الشرع أن نجمع بين الأحاديث لا أن نرجح واحد و ندع الآخر، ثم إن هناك حديث أكل الثوم و البصل و ثبت أن أكلهما مباح فدل على أن حضور المسجد سنة أو فرض كفاية لأن لا تتعطل المساجد جمعا بحديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه.

أضف إلى ذلك أن حديث الهم بتحريق البيوت جاء بلفظ أخر كما في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن مسعود: "لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس. ثم أحرق على رجال يتخلفون، عن الجمعة، بيوتهم."

هناك معنىً آخر للحديث هو أن الهم بتحريق البيوت كان للنفاق و ليس لترك الجماعة، كما جاء في الصحيحين و اللفظ لمسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء و صلاة الفجر. و لو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا. و لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام. ثم آمر رجلا فيصلي بالناس. ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب، إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار".

و تمعن هذا السياق بارك الله فيك، ستجد أن من يتخلف عن الصلاة هم المنافقون، حيث أن الصحابة كانوا يُصلون مع النبي صلى الله عليه و سلم و أنظر ذكر النبي عليه السلام "و لو يعلمون" أي المنافقون. فدل ذلك على أن الهم بالتحريق كان للنفاق و ليس لترك الجماعة في المسجد، فامتنع عليه السلام عن قتلهم لكي لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه.

أما حديث عبد الله بن أم مكتوم، و طلبه الرخصة من النبي صلى الله عليه و سلم، فالذي يظهر أن الرخصة أن يُصلي عبد الله في بيته بأن يكون له فضل الجماعة و المسجد، فحينما قال له أتسمع النداء ثم ذكر له لا أجد لك رخصة، أي في تحقيق هذا الفضل من مسجد و جماعة. و إلا فقد أذن النبي صلى الله عليه و سلم لعتبان في الصلاة في بيته حينما اشتكى ضعف بصره.

بذلك أخي الفاضل، إن كنا سنتكلم عن الاحتمالات، فحديث الهم بتحريق البيوت فيه احتمالات كثيرة، أما حديث محجن و حديث أكل الثوم واضح صريح في إقرار النبي صلى الله عليه و سلم بالصلاة في البيت.

هناك أدلة أخرى، لكن أكتفي بذلك.

نحن هنا نتكلم عن صلاة الجماعة في المسجد و ليس عن حكم صلاة الجماعة التي الخلاف فيها أشد من الخلاف في الصلاة بالمسجد.

و الله تعالى أعلم.

ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 04:24 م]ـ

أخي الكريم جئتك بالدليل من نفس الحديث أن الذي هم هو ولي الأمر ومن أمرهم ولي الأمر وهذا واضح، فمن أين أخذت التعميم.

ثم أن من يقول بوجوبها في المسجد لم يدع الأدلة الأخرى، كما قلت، بل هو من باب الجمع بين الأدلة، لأن هناك محكم وهناك متشابه، والأدلة الآمرة بالصلاة في المسجد لمن يسمع النداء محكمة صريحة في هذا حتى هم الرسول صلى الله عليه وسلم بتحريق بيوت المتخلفين، والصحابي يحكي أنه لا يتخلف عنها إلا منافق وأنه يأتى بأحدهم يهادى بين الصفين أليس بإمكانه أن يصليها مع جماعة أهل بيته، (مع أنه قد يكون معذورا) لكن يأتي يهادى حتى يقام بين الصفين في المسجد.

هل من جواب كيف يصلي محجن في بيته ثم يأتي إلى المسجد!؟ فلو كان تخلفه تخلفا من غير عذر لأصبحت المسألة فيها نظر (لماذا أتى المسجد بعد أن صلاها) هل يعقل هذا أن يتقصد (من غير عذر) ترك صلاة الجماعة في المسجد مع الرسول، ثم نراه يحرص و يأتي إلى المسجد!! فهل يعقل هذا أن يفعله هذا الصحابي (يصلي في بيته من غير عذر ثم يخرج إلى المسجد!)، أليس في الأمر شيء ما!؟ (عذر ما أوجب لنا الاشتباه في المسألة فرددناه إلى الأدلة المحكمة)! (أرجوا أن تجيب عن هذا؟ فالأمر مشكل لمن تأمل تساؤلي جيدا؟)

ثم لماذا أراك أتيت برواية ابن شاهين مع غالب من روو الحديث بلفظ (صليت في أهلي) كما هو عند النسائي:

وَلَكِنِّى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ كُنْتُ صَلَّيْتُ فِى أَهْلِى (روايه البيهقي)

قال: بلى يا رسول الله، ولكني قد كنت صليت في أهلي (للشافعي)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير