تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم انتقل إلى صلاة العشاء فقال: (وَأَن عَدَدَ صَلَاة الْعِشَاء أَرْبَعاً، يَجْهَرُ فِيْهَا فِي الْرَّكْعَتَيْن الْأُولَيَيْن مِنْهَا بِالْقِرَاءَة، وَيُخَافِتُ فِي الْأُخْرَيَيْن) صلاة العشاء أربع ركعات، الركعتان الأوليان جهرٌ، والأخريان سرٌ، وبينهما جلسة تشهد، كما يفعل الناس والحمد لله.

قال: (وَيَجْلِسُ فِيْهَا جَلْسَتَيْن كُل مَثْنَى جَلْسَةً لِلْتَّشَهُّدِ، وَأَن عَدَدَ صَلَاة الْصُّبْح رَكْعَتَيْن يَجْهَرُ فِيْهِمَا بِالْقِرَاءَةِ وَيَجْلِسُ فِيْهَا جَلْسَة وَاحِدَة لِلْتَّشَهُّد، هَذَا فَرَد الْمُقِيْم) يعني صفة هذه الصلاة للمقيم الذي ليس على سفر، الظهر أربع، والعصر أربع، والعشاء أربع، والمغرب ثلاث، والصبح ركعتان هذا للمقيم,,المسافر يقصر الصلاة الرباعية فقط، الظهر والعصر والعشاء، يصلي كل صلاة منها ركعتين، وتظل المغرب كما هي ثلاثاً، والصبح تظل ركعتين لا تُقصر إلى واحدة، كما سيأتينا إن شاء الله تعالى.

الإجماع السابع والأربعون: يقول الإمام ابن المنذر رحمه الله تعالى: (وأَجْمَعُوَا عَلَى أَنَّ أولَّ وَقْت الْظُّهْرِ: زَوَالَ الْشَّمْسِ) أول وقت الظهر: زوال الشمس بالإجماع. ما معنى زوال الشمس؟ أي تحرُكَها عن كبد السماء، عن وسط السماء، أنتم تعلمون بارك الله فيكم، أن الشمس تخرج من الشرق، فإذا خرجت من الشرق فإن الظل يكون الغرب، كلما ترتفع يتقاصر الظل ترتفع الشمس يتقاصر الظل، حتى تصل في وسط السماء حينئذ تجد ظل كل شيء تحته في منطقة الاستواء، وفي غير منطقة الاستواء تجد ظل كل شيء تحته ما عدا فيء الزوال، يعني ظل قليل جداً يكون فيه فروق، يعني مثلاً هذا القلم الذي بأيدينا لو أنا قلنا بأن هذا القلم طوله مثلاً عشرة سم، إذا وضعت هذا القلم هكذا .. فإنك تجد الشمس إذا طلعت من الشرق، ظل القلم يكون طويلاً إلى جهة الغرب، كلما تقاربت الشمس وارتفعت كلما تقاصر الظل من جهة الغرب، فإذا وصلت الشمس إلى كبد السماء، كان ظل القلم تحته، فإن زالت عن كبد السماء إلى الغرب قليلاً، أذن المؤذن لصلاة الظهر، وقال العلماء: زالت الشمس.

إذن قوله (وأَجْمَعُوَا عَلَى أَنَّ أولَّ وَقْت الْظُّهْرِ: زَوَالَ الْشَّمْسِ) أي أنه إن زالت الشمس عن كبد السماء قليلاً، أذن المؤذن لصلاة الظهر.,كيف تعرف زوال الشمس؟ تعرف زوال الشمس، أن الظل، ظل القلم يظل تحته، يتقاصر يتقاصر حتى يصل مثلاً إلى واحد سم، ثم يبدأ يزيد، إذا زاد مع الزيادة فقد زالت الشمس وأذن المؤذن لصلاة الظهر.

(وَأَجْمَعُوَا عَلَى أَن صَلَاةَ الْمَغْرِبِ: تَجِب إِذَا غَرَبَت الْشَّمْس) صلاة المغرب تجب إذا غربت الشمس، أي إذا غاب القرص تمامًا، أذن المؤذن لصلاة المغرب, الدليل من السنة على هذه الأوقات, ما رواه مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَقْتُ الْظُّهْرِ إِذَا زَالَت الْشَّمْسُ، وَكَان ظِلُ الْرَّجُلِ كَطُوْلِهِ، مَا لَم يَحْضُر الْعَصْر، وَوَقْتُ الْعَصْرِ مَا لَم تَصّْفَرّ الْشَّمْس، وَوَقْتُ الْمَغْرِبِ مَا لَم يَغِب الْشَّفَقُ، وَوَقْتُ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْف الْلَّيْل الْأَوْسَط، وَوَقْتُ الْصُّبْحِ مِن طُلُوْع الْفَجْرِ مَا لَم تَطْلع الْشَّمْس».هذا الحديث الذي ذكره الإمام مسلم في المواقيت، يحدد لنا المواقيت، «وَقْتُ الْظُّهْرِ إِذَا زَالَت الْشَّمْسُ» كما شرحنا. «وَكَان ظِلُ الْرَّجُلِ كَطُوْلِهِ،» هذا آخر وقت الظهر إذنَ وقت الظهر: إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله، ظل هذا القلم عشرة سم إذا وصل إلى عشرة سم وزاد قليلاً أذن المؤذن لصلاة العصر انتهى وقت الظهر.

إلا فيء الزوال، يعني لو قلنا أن ظل هذا القلم تقاصر تقاصر حتى وصل إلى واحد سم ثم بدأ يزيد، الواحد سم يسميه الفقهاء فيء الزوال، يعني ظل الزوال، إذن بدأ يزداد، أذن المؤذن لصلاة الظهر، تظل تصلي الظهر حتى يصير ظل القلم احدي عشر سم لأنك تأخذ ظل القلم كله عشرة سم وفيء الزوال واحد سم، يصبح احدي عشر سم، بعدما يصير احدي عشر سم تمامًا فقد انتهى وقت الظهر وبدأ وقت العصر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير