تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبهذا تعلم أن التكبير المطلق والمقيد يجتمعان في أصح أقوال العلماء في خمسة أيام، وهي: يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة. وأما اليوم الثامن وما قبله إلى أول الشهر فالتكبير فيه مطلق لا مقيد؛ لما تقدم من الآية والآثار، وفي المسند عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» (3) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.


(1) صحيح البخاري الجمعة (927) ,صحيح مسلم الحج (1285) ,سنن النسائي مناسك الحج (3000) ,سنن ابن ماجه المناسك (3008) ,موطأ مالك الحج (753).
(2) رواه البخاري في (الجمعة) باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة برقم 970.
(3) مسند أحمد بن حنبل (2/ 75).

156 - وضع ملف صوتي للتكبيرات في المواقع
( ... السؤال ... )
هل يجوز وضع ملف صوتي لتكبيرات العيد في المواقع، بحيث يستمع لها المتصفح للموقع؟
( ... الجواب ... )
إذا كان المقصود تذكير الناس بالتكبير والتهليل والتحميد في هذه الأيام؛ فَلَه أصل في عمل السلف، إذ جاء عن السلف التكبير في الأسواق والطرقات.
قال البخاري: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا.
وأما التكبير عبر الإذاعة المدرسية أو عبر مُكبِّرات الصوت فهو مِن قَبيل البِدَع الْمحْدَثَة، ولا يجوز التَّقَرُّب إلى الله بما لم يَشْرْعه.
وفي حُكم هذا ما يُجْعَل في مُكبِّرات المساجد فيُرْفَع بها التكبير يوم العيد.
والله أعلم.

وأما التكبير الجماعي فإن الآثار الواردة عن الصحابة وغيرهم من السلف أنه كان يقع جماعياً أي أنه وجد جماعة من الناس يكبرون في وقت واحد فقد سبق في كلام الإمام البخاري: [وكان عمر - رضي الله عنه - يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً]. وقوله ترتج أي تضطرب وتتحرك وهي مبالغة في اجتماع رفع الأصوات كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 2/ 595. وهذا فيه دلالة واضحة على أن التكبير كان يقع بشكل جماعي. وكذلك فقد قال الإمام البخاري: [وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما] صحيح البخاري مع الفتح 2/ 589.
وكذلك فإن ما ورد في حديث أم عطية السابق وفيه: [فيكبرن بتكبيرهم] يدل على أن التكبير كان يقع جماعياً، ويؤيده ما سبق في كلام الإمام البخاري: [وكنَّ
- النساء - يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد]. ويدل على ذلك ما رواه مالك عن يحيى بن سعيد أنه بلغه أن عمر بن الخطاب خرج الغد من يوم النحر حين ارتفع النهار شيئاً فكبر فكبر الناس بتكبيره ثم خرج الثانية من يومه ذلك بعد ارتفاع النهار فكبر فكبر الناس بتكبيره ثم خرج الثالثة حين زاغت الشمس فكبر فكبر الناس بتكبيره حتى يتصل التكبير ويبلغ البيت] الموطأ 1/ 323.
وذكر الحافظ ابن عبد البر عن عبيد بن عمير قوله كان عمر يكبر في قبته بمنى فكبر أهل المسجد ويكبر أهل الأسواق فيملأون منى تكبيراً. الاستذكار 13/ 171 - 172.
وخلاصة الأمر أن التكبير مشروع من أول يوم من ذي الحجة مطلقاً ومشروع مقيداً عقب الصلوات الخمس من فجر يوم عرفة حتى عصر اليوم الأخير من أيام التشريق والتكبير مشروع للرجال والنساء ويجوز أن يقع بشكل جماعي.
ولا تنسونا من الدعاء

ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[18 - 11 - 10, 07:37 م]ـ
أفدت وأجدت جزاك الله خيرا

ـ[ابو عبد الله الشريف]ــــــــ[19 - 11 - 10, 06:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
كما ذكر أخي أبو عبد البر؛ فالأصل في الذكر (ومنه التكبير) أن يكون فردياً فلا يكبر بشكل جماعي إلا بدليل، ولا يوجد دليل على ذلك، إذ جملة ما استدل به فيما تقدم غير صريح في التكبير الجماعي، فليس معنى "فيكبر الناس بتكبيرهما " أو "يرفعان أصواتهما بذلك حتى ترتج منى تكبيراً " أن ذلك بشكل جماعي، وقد سمعت في المساجد التكبير بعد الفرائض في أيام التشريق بشكل فردي يرتج به المسجد.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير