فهذا من البدع التي لا يجوز عملها والاستمرار عليها، بل على المسلم أن ينوي بقلبه ويقصد قلبه أداء العبادة التي شرعها الله بدون أن يتلفظ بذلك؛ لأن التلفظ بالنية من البدع المحدثة، وما نسب إلى الشافعي رحمه الله أنه يرى هذا، فهذا لم يثبت عنه، وإنما الذي ثبت عنه أنه قال: (إن الصلاة لابد من النطق في أولها)، ويريد بذلك تكبيرة الإحرام وليس معناه أنها تبدأ بالتلفظ بالنية.
ذكر معنى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ([1]).
وقال الشيخ عبد الله ابن جبرين-رحمه الله- في إجابته على سؤال:
س33: ما حكم التلفظ بالنية كأن يقول بعضهم عندما ينوي الصيام: اللهم إني نويت الصيام؟
الجواب: النية محلها القلب ولا يجوز التلفظ بها لا في الصلاة ولا في الصيام ولا في الطهارة ولا في غيرها.
وقد ذهب بعض الشافعية إلى أنه يلزمه أن يتكلم بها، وجعلوا ذلك في مؤلفاتهم، بل قالوا: إن التلفظ بها سنة وأنه مذهب الشافعي
والصحيح أنه ليس مذهبا للشافعي، ولم ينقل عنه ذلك نقلا صريحا، ولم يذكر ذلك في مؤلفاته ولا في رسائله.
س: أنا شافعي المذهب، علمني المدرس نية الصلاة بلفظ: ((أصلي فرض الصبح (مثلا) ركعتين مستقبل القبلة أداءً مأمومًا لله تعالى)) من غير تفرقة في (مستقبل) بين المذكر والمؤنث فهما سواء، ولم أجد البتة كتابًا من الكتب يبين هذا الأمر، فهل هذا صحيح؟
الجواب
اشتهر في المذهب الشافعي التلفظ بالنية كأن يقول: نويت أن أصلي فرض الصبح ركعتين مستقبل القبلة ... إلى آخره، ولم يكن هناك دليل واضح على هذا التلفظ، فننصح بعدم استعماله، والأعمال بالنيات، والنية محلها القلب.
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله-في إجابته على سؤال:
ما حكم التلفظ بالنية في الصلاة وغيرها؟
التلفظ بالنية لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد السلف الصالح، فهو مما أحدثه الناس، ولا داعي له، لأن النية محلها القلب، والله تعالى عليم بما في قلوب عباده، ولست تريد أن تقوم بين يدي من لا يعلم حتى تقول أتكلم بما أنوي ليعلم به، وإنما تريد أن تقف بين يدي من يعلم ما توسوس به نفسك، ويعلم متقلبك، وماضيك، وحاضرك، فالتكلم بالنية من الأمور التي لم تكن معروفة عند السلف الصالح، ولو كانت خيراً لسبقونا إليه، فلا ينبغي للإنسان أن يتكلم بنيته لا في الصلاة ولا في غيرها من العبادات لا سراً ولا جهراً.
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=12973
ما حكم من يتلفظ بالنية في الصلاة أي يقول اللهم إني نويت صلاة العصر مثلاً ثم يكبر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أمابعد:
فقد اختلف العلماء في استحباب التلفظ بالنية على ثلاثة أقوال:
1 فذهب جماعة من أصحاب أبي حنيفة والشافعي وأحمد إلى استحباب التلفظ بها، واستدلوا لذلك بالمنقول من تلفظ النبي صلى الله عليه وسلم بالتلبية لعمرته وحجه، وقاسواعليها بقية العبادات، وبالمعقول وهو أن اجتماع عضوين، وهما: القلب واللسان في العبادة أولى من إعمال عضو واحد.
2وذهبت جماعة من أصحاب مالك وأحمد إلى عدم استحباب التلفظ بالنية.
3 وذهبت جماعة من المالكية إلى أن التلفظ بالنية خلاف الأولى، إلا الموسوس فيندب له اللفظ لإذهاب اللبس عن نفسه.
والراجح من هذه الأقوال هو القول الثاني.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وهذا القول أصح، بل التلفظ بالنية نقص في العقل والدين: أما في الدين، فلأنه بدعة.
وأما في العقل: فلأن هذا بمنزلة من يريد أكل الطعام، فقال: أنوي بوضع يدي في هذا الإناء أنَّي آخذ منه لقمة فأضعها في فمي فأمضغها، ثم أبلعها لأشبع، فهذا حمق وجهل.
وذلك أن النية تتبع العلم، فمتى علم العبد ما يفعل كان قد نواه ضرورة، فلا يتصور مع وجود العلم به أن لا تحصل نية). انتهى. والله أعلم.
وهذه مجموعة من فتاوى- اللجنة الدائمة للإفتاء- على الموضوع
س6: ما حكم النية قبل الصلاة؟
ج6: تكون نية الصلاة عند الدخول فيها بتكبيرة الإحرام، ويجوز أن تتقدم نية الصلاة عليها قليلاً ويستصحبها حتى يدخل في الصلاة، ومحلها على كل حال القلب لا اللسان.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
¥