تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم ثالثاً:

القاعدة أن الأصل عدم الخصوصية فهمها الصحابة رضي الله عنهم فلم يتبركون بغير النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهم أحرص الناس على كل خير وهذه قرينة تدل على أن ذلك كان خاص بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

بل جاء عنهم ما يدل على إنكار مثل ذلك كما في قصة عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -

وانظر كلام الشاطبي السابق

رابعاً:

الحافظ ابن حجر رجمه الله تعالى بشر يصيب ويخطىء وليس في الرد عليه أو غير من العلماء تنقص له البته بل يكون هذا من النصح لله لمن خلصت نيته

وكان مالك بن أنس وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد، وتلك الآثار للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما عدا قباء وأحدًا) [وفي نقل الاعتصام عنه: ما عدا قباء وحده].


ظنّ أن بقية الصالحين في ذلك كالنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا خطأ صريح لوجوه؛ منها:
عدم المقاربة فضلا عن المساواة للنبي صلى الله عليه وسلم في الفضل والبركة.

ومنها عدم تحقق الصلاح، فإنه لا يتحقق إلا بصلاح القلب، وهذا أمر لا يمكن الاطلاع عليه إلا بنص كالصحابة الذين أثني الله عليهم ورسوله أو أئمة التابعين أو من شهر بصلاح ودين كالأئمة الأربعة ونحوهم من الذين تشهد لهم الأمة بالصلاح، وقد عدم أولئك، أما غيرهم فغاية الأمر أن نظن أنهم صالحون فنرجو لهم.

ومنها أنا لو ظننا صلاح شخص فلا نأمن أن يختم له بخاتمة سوء، والأعمال بالخواتيم، فلا يكون أهلا للتبرك بآثاره.

ومنها أن الصحابة لم يكونوا يفعلون ذلك مع غيره، لا في حياته ولا بعد موته، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، فهلاّ فعلوه مع أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ونحوهم من الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة؟ وكذلك التابعون هلاّ فعلوه مع سعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وأويس القرني والحسن البصري ونحوهم ممن يقطع بصلاحهم؟ فدل أن ذلك مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم.

ومنها أن فعل هذا مع غيره صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أن يفتنه وتعجبه نفسه، فيورثه العجب والكبر والرياء، فيكون هذا كالمدح في الوجه بل أعظم. انتهى كلامه رحمه الله.

كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير