سقوفه فلم يجد عمر بدا من هدمها ولما شرعوا في الهدم صاح الأشراف ووجوه الناس من بني هاشم وغيرهم
وتباكوا مثل يوم مات النبي ص وأجاب من له ملك متاخم للمسجد للبيع فاشترى منهم وشرع في بنائه وشمر عن إزاره واجتهد في ذلك وأرسل الوليد إليه فعولا كثيرة فأدخل فيه الحجرة النبوية حجرة عائشة فدخل القبر في المسجد وكانت حده من الشرق وسائر حجر أمهات المؤمنين كما أمر الوليد وروينا أنهم لما حفروا الحائط الشرقي من حجرة عائشة بدت لهم قدم فخشوا أن تكون قدم النبي ص حتى تحققوا أنها قدم عمر رضي الله عنه ويحكى أن سعيد بن المسيب أنكر إدخال حجرة عائشة في المسجد كأنه خشي أن يتخذ القبر مسجدا والله أعلم
يتضح من القصة.
1 - عدم موافقة الفقهاء العشرة كما ذكره الصوفي.
2 - أن عمر بن عبد العزيز بنى المسجد بأمر الخليفة في زمنه وهو الوليد ولا يدل على رضاه بذلك.
3 - أن سيرة عمر بن عبد العزيز في آخر حياته وبعد أن ولي الخلافة كانت صالحة جدا ولا تقارن بسيرته عندما كان والي المدينة.
4 - الأهم من ذلك كله ما ثبت عن رسول الله ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعتد بقول وفعل من خالف النبي صلى الله عليه وسلم كائنا من كان وقد قال صلى الله عليه وسلم (لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا).
وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القول المفيد شرح كتاب التوحيد مبيننا أنه لا حجة لمن زعم جواز بناء المساجد على القبور مايلي.
فقال
اعتراض وجوابه: إذا قال قائل: نحن الآن واقعون في مشكلة بالنسبة لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم الآن، فإنه في وسط المسجد، فما هو الجواب؟
قلنا: الجواب على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: أن المسجد لم يبن على القبر، بل بني المسجد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
الوجه الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدفن في المسجد حتى يقال: إن هذا من دفن الصالحين في المسجد، بل دفن في بيته.
الوجه الثالث: أن إدخال بيوت الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها بيت عائشة مع المسجد ليس باتفاق من الصحابة، بل بعد أن انقرض أكثرهم ولم يبق منهم إلا القليل، وذلك عام 94هـ تقريباً، فليس مما أجازة الصحابة أو أجمعوا عليه، مع أن بعضهم خالف في ذلك، وممن خالف أيضاً سعيد بن المسيب من التابعين، فلم يرض بهذا العمل.
الوجه الرابع: أن القبر ليس في المسجد، حتى بعد إدخاله، لأنه في حجرة مستقلة عن المسجد، فليس المسجد مبنياً عليه، ولهذا جعل هذا المكان محفوظاً ومحوطاً بثلاثة جدران، وجعل الجدار في زاوية منحرفة عن القبلة، أي مثلث، والركن في الزاوية الشمالية، بحيث لا يستقبله الإنسان إذا صلى لأنه نحرف. فبهذا كله يزول الإشكال الذي يحتج به أهل القبور، ويقولون هذا منذ عهد التابعين إلى اليوم، والمسلمون قد أقروه ولم ينكروه، فنقول: إن الإنكار قد وجد حتى في زمن التابعين، وليس محل إجماع، وعلى فرض أنه إجماع، فقد تبين الفرق من الوجوه الأربعة التي ذكرناها.
.
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 07:45 ص]ـ
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح كتاب التوحيد:
(في الصحيح عن عائشة، أن أُمّ سَلَمَةَ ذَكَرَتْ لرسول الله r كَنِيسَةً رَأَتْهَا بِأرض الْحَبَشَةِ، وما فيها من الصور، فقال عليه الصلاة والسلام: «أُولَئِكِ, إِذَا مات فِيهِمُ الرّجُلُ الصّالِحُ أو العبد الصالح، بَنَوْا عَلَىَ قَبْرِهِ مَسْجِداً، وَصَوّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصّوَرَ أُولَئِكِ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ الله») أم سلمة رضي الله عنها لما كانت في الحبشة رأت كنيسة، ورأت في تلك الكنيسة صور الصالحين، فذكرت ذلك لرسول الله r فقال (أُولَئِكِ, إِذَا مات فِيهِمُ الرّجُلُ الصّالِحُ)، قد يكون نبيا من أنبيائهم أو عبدا من عباد الله الصالحين فيهم، ماذا عملوا معه؟ قال (بَنَوْا عَلَىَ قَبْرِهِ مَسْجِداً) فيجعلون المسجد وهو مكان العبادة في اللغة بما يدخل فيه الكنيسة.
مكان العبادة يقال له مسجد، والمسجد مكان السجود، والسجود هو الخضوع والتذلل لله جل وعلا، فالمسجد يطلق على كل مكان يعبد فيه، كل مكان يتخذ لعبادة الله جل وعلا، كما قال النبي r « جُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً» فمكان العبادة يقال له مسجد.
¥