تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[29 - 04 - 04, 09:36 م]ـ

- وقال الشيخ الإمام أحمد بن عبدالسلام بن تيمية رحمه الله [كما في الفتاوى: 7/ 307]: ((وقد ثبت أنه لا يكون الرجل مؤمنا حتى يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وانما المؤمن من لم يرتب وجاهد بماله ونفسه فى سبيل الله.

فمن لم تقم بقلبه ((الأحوال الواجبة)) في الايمان فهو الذى نفى عنه الرسول الإيمان، وإن كان معه التصديق، والتصديق من الايمان.

ولابد أن يكون مع التصديق شيء من حب الله، وخشية الله، وإلاَّ فالتصديق الذى لا يكون معه شيء من ذلك ليس ايماناً ألبتة.

بل هو كتصديق (فرعون، واليهود، وإبليس)؛ وهذا هو الذى أنكره السلف على الجهمية.

قال الحميدى: سمعت وكيعاً يقول: أهل السنة يقولون: (الايمان قول وعمل)، والمرجئة يقولون: (الإيمان قول)، والجهمية يقولون: (الايمان المعرفة)، وفى رواية أخرى عنه: وهذا كفر!)).

- وقال رحمه الله أيضاً [كما في الفتاوى: 7/ 508 - 509]: (( ... لكن هذا القول حكوه عن الجهم بن صفوان، ذكروا أنه قال: (الإيمان: مجرد معرفة القلب، وإن لم يقر بلسانه).

واشتد نكيرهم لذلك؛ حتى أطلق وكيع بن الجراح، وأحمد بن حنبل، وغيرهما كفر من قال ذلك، فإنه من أقوال الجهمية.

وقالوا: إن فرعون، وإبليس، وأبا طالب، واليهود، وأمثالهم عرفوا بقلوبهم وجحدوا بألسنتهم؛ فقد كانوا مؤمنين؟!!!

وذكروا قول الله: ((وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوا)، وقوله: ((الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم) وقوله: ((فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون)).

وقالوا إبليس لم يكذب خبراً، ولم يجحد؛ فإن الله أمره بلا رسول ولكن عصى واستكبر وكان كافراً، من غير تكذيب فى الباطن!

وتحقيق هذا مبسوط فى غير هذا الموضع)).


- ((وهذا نقلٌ مهمٌ جداً)):

- قال رحمه الله [كما في الفتاوى: 7/ 518 - 519]: (( ... فإن الله لما بعث محمدا رسولا إلى الخلق؛ كان الواجب على الخلق تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، ولم يأمرهم حينئذ بالصلوات الخمس، ولا صيام شهر رمضان، ولا حج البيت، ولا حرم عليهم الخمر، والربا، ونحو ذلك، ولا كان أكثر القرآن قد نزل.
فمن صدَّقه حينئذ فيما نزل من القرآن، وأقرَّ بما أمر به من الشهادتين، وتوابع ذلك = كان ذلك الشخص حينئذ مؤمناً تامَّ الإيمان (الذي وجب عليه).
وإن كان مثل ذلك الإيمان لو أتى به بعد الهجرة لم يقبل منه! ولو اقتصر عليه كان كافراً!
قال الإمام أحمد: كان بدء الإيمان ناقصاً؛ فجعل يزيد حتى كمل.
ولهذا قال تعالى عام حجة الوداع: ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتىي)).
وأيضاً .. فبعد نزول القرآن وإكمال الدين إذا بلغ الرجل بعض الدين دون بعض كان عليه أن يصدق ما جاء به الرسول جملة، وما بلغه عنه مفصلاً.
وأما ما لم يبلغه، ولم يمكنه معرفته فذاك إنما عليه أن يعرفه مفصلاً إذا بلغه.
وأيضاً .. فالرجل إذا آمن بالرسول إيماناً جازماً، ومات قبل دخول وقت الصلاة، أو وجوب شيء من الأعمال مات ((كامل الإيمان الذي وجب عليه)).
فإذا دخل وقت الصلاة فعليه أن يصلي، وصار يجب عليه ما لم يجب عليه قبل ذلك.
وكذلك القادر على الحج والجهاد يجب عليه ما لم يجب على غيره من التصديق المفصل والعمل بذلك.
فصار ما يجب من الإيمان يختلف باختلاف حال نزول الوحي من السماء ن وبحال المكلف فى البلاغ وعدمه.
وهذا مما يتنوع به نفس التصديق.
ويختلف حاله باختلاف القدرة، والعجز، وغير ذلك من أسباب الوجوب.
وهذه يختلف بها العمل أيضاً.
ومعلوم أن الواجب على كل من هؤلاء لا يماثل الواجب على الآخر.
فإذا كان نفس ما وجب من الإيمان فى الشريعة الواحدة يختلف ويتفاضل وإن كان بين جميع هذه الأنواع قدر مشترك موجود فى الجميع كالاقرار بالخالق، وإخلاص الدين له، والإقرار برسله، واليوم الآخر على وجه الإجمال = فمن المعلوم أن بعض الناس إذا أتى ببعض ما يجب عليه دون بعض كان قد تبعَّض ما أتى فيه من الإيمان كتبعض سائر الواجبات)).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير