تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المسألة الثالثة: أن الله عز وجل قد أمر بالأستعاذ به من الشيطان الرجيم ومن جميع الأمور كما في قوله تعالى (قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق) من جميع شر من خلقهم الله سبحانه وتعالى وأعلم أن الاستعاذة على قسمين:

واجبة لا بد منها، ومستحبة.

القسم الأول: الواجبة التي لا بد منها هي أن الأنسان لابد أن يستعيذ أصلا بربه على القيام بالتكاليف والعبادات وأن يلجأ إليه وأن يستعيذ به من شر الشيطان وغيره فأصل هذا واجب لا بد منه فمن لم يستعذ بالله أبداً فلاشك في كفره وأن هذا دليل على عدم إيمانه عافانا الله وإياكم من ذلك.

ولذلك كما تقدم أن الله عز وجل قال لرسوله صلى الله عليه وسلم وهذا أمر له ولغيره (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5))

القسم الثاني:- الاستعاذة المستحبه كلما أكثر إنسان من اللجوء إلى الله تعالى والاستعاذة بالله كلما كان هذا دليل على إيمانه ويقينه بالله عز وجل وحسن توكله على الله سبحانه وتعالى.

فأصل الإستعاذه هذه لابد منها وكلما أكثر الإنسان كلما كان هذا أقرب وأدل على كمال إيمانه وقربه من الله عز وجل.

المسألة الثالثة: في مجيء الإستعاذه في أو أن الأستعاذه متى تشرع؟

كما تقدم أن أصل الاستعاذة اللجوء إلى الله عز وجل هذا أمر واجب ولا بد منه لكن فيما يتعلق بالاستعاذه بالله من الشيطان فهذه تشرع عند الغضب كما في هذا الحديث وتشرع كذلك أيضاً عند قراءة القرآن قال الله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)

فيشرع للإنسان أن يستعيذ بالله تعالى عند قراءة القرآن الكريم وكذلك أيضاً عندما يمسه طائف من الشيطان عندما يدعوه ويوسوس له بالمعصية وبالسيئة أيضاً يشرع له أن يستعيذ.

وفيما يبدو والله أعلم أن الاستعاذة بالله من الشيطان عند الغضب وعند قراءة القرآن وعندما يوسوس له الشيطان بالمعصية أنها كلها واجبة لان الغضب يوقع الإنسان في فعل مالا يحمد عقباه وقد يوقعه في الكفر فلذلك فإزالة هذه الحاله عنه تكون واجبه، إذن بما أن هذا الغضب يوقعه في ما لا يحمد عقباه قد يوقعه في الكفر والعياذ بالله أو قد يوقعه في التفريق بينه وبين زوجته أو قد يوقعه في دفع الحق وعدم الرجوع إلى الصواب وكل هذه مطلوبة فالأستعاذه تكون واجبه بالله من الشيطان هذا عند الغضب.

أو عندما يدعوه الشيطان لفعل معصية، وترك المعاصي واجب فيستعيذ بالله من الشيطان.

كذلك عند قراءة القرآن الله عز وجل قد أمر ((فاستعيذ بالله)) والأمر في الأصل للوجوب فحينئذ يكون في جميع هذه المواطن أن الاستعاذة تكون واجبه.

فهذه بعض المسائل التى في هذين الحديثين أردت أن ننبه عليها.

[أحمد بن حنبل]

هو الإمام أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني من شيبان ذهل الذين هم البكر بن وائل.

والإمام أحمد ولد في عام أربع وستين ومائة وتوفي في عام واحد وأربعين ومائتين وهو من كبار الأئمة في زمانه وإمام أهل الحديث في وقته رحمه الله تعالى والإمام أحمد يتميز في باب الرواية [وما أكثر مميزات الإمام أحمد] فيما يتعلق في باب الرواية لكن أذكر ما نحن نحتاج إليه في ما يتعلق بالصناعة الحديثية فأقول يتميز رحمه الله في باب الراوية أنه لا يروي في الغالب إلا عن ثقة عنده كما أنه أيضاً يتميز في الغالب أنه لا يروى غالباً أو في كثير من الأحيان إلا الأحاديث الثابتة وهذا معلوم من كتابه المسند فالصحيح هو الغالب في مسنده وقد أنكر على إسحاق بن راهويه عندما صدر كتاب المسند بحديث ضعيف أنكر عليه وعندما ذكر بعض أصحابه ذكر حديث ((قال: ..... على من أواه الليل إلى رحله)) قال: أستغفر الله من هذا الحديث لأنه حديث باطل فعندما حدث به قال له الإمام أحمد: أستغفر الله من هذا الحديث الباطل الذي حدثت به فهو في الغالب رحمه الله لا يروي إلا الأحاديث الثابتة هذا في غالباً لكن قد يروي أحاديث ضعيفة وكما هو في المسند هناك أحاديث كثيرة ضعيفة لكن أقصد من حيث الغالب وهذا في الحقيقة يشترك مع يحيي بن معين وابن المديني وغيره من الحفاظ الكبار الذين هم من عادتهم في الغالب [يجمعون

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير