تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده و رسوله محمد و على آله و أصحابه والتابعين.

أما بعد فمن باب مذاكرة العلم مع الإخوة الفضلاء -جزاهم الله خيرًا- أقول:

هناك فرق بين (وجود بذرة البدعة) و (ظهور رؤوس المذهب البدعي الأولين) و (تنامي المذهب البدعي بجميع مسائله المبنيَّة على أصله).

فوجود بذور التجهم (الذي هو الخوض في صفات الله بالباطل و هو جيم الشؤم الكبرى) في وقت متقدم على ظهور رؤوس المعتزلة الأول لا يلزم منه أن رأسي التجهم الذين توليا كبره (أعني الجعد و الجهم) كانا قبل رأسي الاعتزال (الذي هو الخوض في مسائل الأسماء و الأحكام بالباطل) أعني واصلًا و عمرًا.

وظهور المعتزلة كمذهب مشهور قبل الجهمية كمذهب مشهور لا يلزم منه أنهم قالوا بخلق القرآن قبل الجهمية.

إذ المقرر عند المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية أن رؤوس المعتزلة سالفي الذكر ما كانوا على ما عليه متأخروهم في مسائل الصفات بل كان جل كلامهم في الفاسق الملي و مسائل القدر.

فالكلام عن الأصل البدعي المسمى بالوعيد سبق الكلام على ما تسميه المعتزلة بالتوحيد.

أما كون الجعد من أتباع عمرو بن عبيد فهذا لا يلزم منه أنه تلقى هذه المسألة عنه و إن كان متابعًا له في رد النقل القويم بالعقل السقيم كمنهج عام.

ثم بعد ذلك نأتي إلى تنامي مذهب المعتزلة و وراثتهم هذه البدعة عن الجهمية فأقول لا شك أن المعتزلة هم الذين ورثوا عن الجهمية في باب الصفات ولا عكس، ونظرًا لاستقرار هذا الأمر فيهم صاروا يسمون بالجهمية (أي في الصفات)،ويقال "الجهمية الذكور" في مقابل "الجهمية الإناث" وهم الأشاعرة وأضرابهم كما في كلام الهروي في كتابه العظيم (ذم الكلام وأهله).

اما عن الأسباب التي دعت المعتزلة إلى تبني هذه المسألة فلعل أحدها ما أشار إليه شيخ الإسلام من كونهم التزموها في مقام الجدل و قطع حجة الخصم في مناظرتهم مع النصارى.

قال الإمام ابن القيم في الكافية الشافية بعد تقسيم سبق لكلام الناس في القرآن ومن قال بخلقه:

هذي مقالة كلِّ جهميٍّ وهمْ ... فيها الشيوخ معلِّمو الصبيان

لكنَّ أهلَ الإعتزال قديمَهمْ ... لم يذهبوا ذا المذهبَ الشيطانيْ

وهمُ الألَى اعتزلوا عن الحسن الرضيْ الْـ *م* ـبصريِّ ذاك العالمُ الربانيْ

وكذاك أتباعٌ على منهاجهمْ ... من قبل جهم صاحبِ الحدثان

لكنما متأخروهم بعد ذا *م* لِكَ وافقوا جهمًا على الكفران

فهمُو بذا جهميةٌ أهلُ اعتزا *م* لٍ ثوبُهم أضحى له عَلَمان

فالخلاصة أن القول بهذه المسألة يهودي البذور جهمي التأصيل اعتزالي الاستقرار والانتشار و الصولة.

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[09 - 03 - 05, 03:06 م]ـ

فالخلاصة أن القول بهذه المسألة يهودي البذور جهمي التأصيل اعتزالي الاستقرار والانتشار و الصولة.

الحمد لله وحده ...

أخي الحبيب الشيخ عفيفي، جزاك الله خيراً

وأهلا بك في (ملتقى أهل الحديث)، وحقيقةً، تعقيبك هذا نفيس، وبودي - أيها الشيخ - لو أفردت موضوعاً تؤصِّلُ فيه هذه المسألة الهامة.

وأخيراً أرجو رجاءً حاراً ألا تشغلك المشاغل عن نثر بعض ملحك هنا.

فإن ذلك مفيد لك قبل أن يكون مفيدا لنا.

والله يرعاك

ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[11 - 03 - 05, 11:49 م]ـ

يقول د/ناصر العقل: (أول من أعلن بدعة القول بخلق القرآن الجعد ثم الجهم على الراجح،

ويقال إن أول من قال بخلق القرآن:غيلان الدمشقي المقتول سنة -105 - ،لكن لم تعلن هذه البدعة وتشتهر إلى حين قال بها وأعلنها الجعد بن درهم والجهم بن صفوان).

رسائل ودراسات في الأهواء والافتراق والبدع .. 1/ 255

ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[15 - 03 - 05, 07:43 ص]ـ

الاخ الفاضل البدر المنير:

المعتزلة الاولى وهم غلاة القدرية وهم واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وأتباعهم لم يقولو بخلق القرآن بالتصريح.

ثم ظهر من بعدهم الجهم بن صفوان وهو أول من قال بخلق القرآن وأخذ هذا القول من الجعد بن درهم , ثم ظهرت الفترة الثانية من المعتزلة وبعضهم يسميهم المدرسة البغدادية وعلى رأسهم بشر بن المعتمر وكان من أهل البصرة وأحمد بن أبي دؤاد والبلخي.

وهؤلاء شهروا القول بخلق القرآن وأظهرو الشقاق وباطل الاعتقاد وأستطالوا بالخلافة والسلطان.

و بهذا يظهر ان الجهمية قد سبقوا المعتزلة بالقول بخلق القرآن ثم قالت به المعتزلة البغدادية , وعلى العموم المذهبين متشابهين في جل المسائل والخلف بينهم قليل في بعض المسائل مثل القدر وبعض فروع افعال الخالق والمسميات وغيرها.

ذكر الإمام الذهبي في " تاريخ الإسلام " [وفيات 121 ـ 140] (ص 68):

كان الناس في عافيةٍ وسلامةِ فِطرةٍ حتى نبغ جهمٌ فتكلم في الباري تعالى , وفي صفاته؛ بخلاف ما أتت به الرُّسل , وأُنزلت به الكتب , نسأل الله السلامة في الدِّين. اهـ.

ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[15 - 03 - 05, 03:21 م]ـ

ذكر الإمام الذهبي في " تاريخ الإسلام " [وفيات 121 ـ 140] (ص 68):

كان الناس في عافيةٍ وسلامةِ فِطرةٍ حتى نبغ جهمٌ فتكلم في الباري تعالى , وفي صفاته؛ بخلاف ما أتت به الرُّسل , وأُنزلت به الكتب , نسأل الله السلامة في الدِّين. اهـ.

وقال رحمه الله تعالى في " جزء في التمسك بالسنن " (ص 27 / تحقيق عزون):

ثم وُجدت بدعةُ الجهمية والكلام في الله؛ فأنكروا الكلام والمحبة , وأن يكون كلَّمَ موسى , أو اتَّخذَ إبراهيمَ خليلاً , أو أنه على العرش استوى , وذلك مخالف للنصوص , فنشأ من شبّه الباري , وجعل صفاته كصفاتنا , فخالفوا الكتاب والسنة. اهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير