تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال السندي ـ رحمه الله تعالى ـ: (قوله " كنا نرى" هذا بمنزلة رواية إجماع الصحابة ـ رضي الله تعالى عنهم ـ، أو تقرير النبي?، وعلى الثاني فحكمه الرفع، وعلى التقدير فهو حجة) ().

فيظهر أن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ كانوا يرون المنع من ذلك، بل يعدونه مع صنعة الطعام من النياحة، التي هي من أفعال الجاهلية.

ب_ استقراء حال السلف، بأنهم لم يكونوا يجلسون ويجتمعون للعزاء.

ج- أن الاجتماع للتعزية فيه تجديد للحزن، وإدامته، وهذا لا يجوز لأنه يخالف الحكمة من التعزية، وهي المواساة والتسلية، لا التذكير بالمصيبة، وتجديد الحزن.

د- أن الاجتماع للتعزية يحصل فيه بدع ومخالفات شرعية، كصنع الطعام من أهل الميت للناس، والنياحة، وغيرها وكل هذا محرم ولا يجوز.

وهنا نورد ما قاله بعض العلماء في منع الجلوس للتعزية، ومن ذلك:

- ما قاله الإمام الشافعي (ت204هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه الأم (): (وأكره المآتم، وهو الجماعة وان لم يكن لهم بكاء فإن ذلك يجدد الحزن، ويكلف المؤنة، مع ما مضى فيه من الأثر).

- وممن جاء عنه المنع الإمام أحمد (ت241هـ) فقد سُئل ـ رحمه الله تعالى ـ عن أولياء الميت يقعدون في المسجد يعزون؟ فقال: (أما أنا فلا يعجبني أخشى أن يكون تعظيماً للميت أو قال للموت) ().

- وقال الإمام الشيرازي ـ رحمه الله تعالى ـ في المهذب في (باب: التعزية، والبكاء على الميت): (فصل في الجلُوس للتعزية: ويكره الجلوس للتعزية؛ لان ذلك محدث، والمحدث بدعة) ().

- وقال النووي (ت676هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ (): (قال الشافعي: وأصحابنا ـ رحمهم الله تعالى ـ يكرهون الجلوس للتعزية، قالوا: يعني بالجلوس أن يجتمع أهل الميت في بيت فيقصدهم من أراد التعزية، بل ينبغي أن ينصرفوا في حوائجهم، ولا فرق بين الرجال والنساء في كراهة الجلوس لها، صرح به المحاملي، ونقله عن نص الشافعي ?، وهذه كراهة تنزيه إذا لم يكن معها محدث آخر، فإن ضم إليها أمر آخر من البدع المحرمة كما هو الغالب منها في العادة كان ذلك حراماً من قبائح المحرمات فإنه محدث، وثبت في الحديث الصحيح:" إن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة") ().

- وقال الإمام ابن قدامة (ت620هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (قال أبو الخطاب: يكره الجلوس للتعزية، وقال ابن عقيل: يكره الاجتماع بعد خروج الروح لأن فيه تهييجاً للحزن، وقال أحمد: أكره التعزية عند القبر إلا لمن لم يعزِ، فيعزى إذا دفن الميت، أو قبل أن يدفن) ().

- وقال الإمام المرداوي (ت885هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (ويكره الجلوس لها، هذا المذهب وعليه أكثر أصحابنا ونص عليه، قال في الفروع: اختاره الأكثر، قال في مجمع البحرين: هذا اختيار أصحابنا)، ونقل أيضاً فقال: (قال الخلال: سهل الإمام أحمد في الجلوس إليهم في غير موضع، وعنه الرخصة لأهل الميت نقله حنبل، واختاره المجد، وعنه الرخصة لأهل الميت ولغيرهم، خوف شدة الجزع. وقال أحمد: أما والميت عندهم: فأكرهه) ().

- وقال الإمام الطرطوشي (ت530هـ) () ـ رحمه الله تعالى ـ: (قال علماؤنَا المالكيون: التصدي للعزاء بدعةٌ ومكروه، فأَما إن قعد في بيته أَو في المسجد محزوناً من غير أن يتصدى للعزاء؛ فلا بأس به، فإنه لما جاء النبي ? نعيُّ جعفر؛ جلس في المسجد محزوناً، وعزاه الناس) ().

وقال أيضاً: (فصل المآتم: فأَما المآتم؛ فممنوعة بإجماع العلماء: قال الشافعي: (وأَكره المآتم، وهو اجتماع الرجال والنساء، لما فيه من تجديد الحزن).

- وقال الإمام ابن قيم الجوزية (ت 751هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (وكان من هديه ? تعزيةُ أهلِ الميت، ولم يكن من هديه أن يجتمع للعزاء، و يقرأ له القرآن، لا عند قبره و لا غيره، وكل هذا بدعة حادثة مكروهة) ().

- واستدلوا بما رواه عبدالرحمن بن مهران: أن أبا هريرة ?قال حين حضرهُ الموتُ: (لا تضربوا على فُسطاطاً، و لا تتبعوني بمجمر، وأسرعوا بي؛ فإني سمعت رسول الله ? يقول: (إذا وضع الرجلُ الصالح على سريره قال: قدموني قدموني، و إذا وضعَ الرجل السوء على سريره قال: يا ويله أين تذهبون بي؟) ().

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير