ما أخرجه عبد الرزاق بسنده عن أبي وائل: كانوا يكبرون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم سبعا وخمسا و أربعا حتى كان زمن عمر فجمعهم فٍأخبره كل واحد بما رأى فجمعهم على أربع تكبيرات. قال الحافظ في الفتح: إسناده حسن.
القول الثاني:
جواز الزيادة على أربع لأنه فعله النبي صلى الله عليه وسلم وكبار الصحابة ولم ينكر وما ورد عن عمر لايعد إجماعا بل هذا من تغير الفتوى بتغير الأزمنة والأحوال بناء على المصلحة كما قرره ابن القيم في إعلام الموقعين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن طلحة بن عبيدالله بن عوف قال: صليت خلف ابن عباس على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب فقال: ليعلموا أنها سنة.) رواه البخاري
وأخرجه النسائي من طريق إبراهيم بن سعد عن أبيه عن طلحة قال: فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة .....
جود ابن المنذر هذه الزيادة في الأوسط أما البيهقي فأنكرها وقال: إن ذكر اسم السورة غير محفوظ وتعقبه ابن التركماني فقال: بل هو محفوظ.
والبخاري أخرجه من طريق شعبة عن سعد بدون هذه الزيادة ولا ريب أن شعبة أوثق من إبراهيم لذا أعرض البخاري عن زيادة إبراهيم وإذا روى أصحاب الصحيح حديثا وأعرضوا عن زيادة فإنه دليل على أنها معلولة
مع العلم أن هذه الزيادة صححها النووي في المجموع وكذا الألباني.
(لتعلموا أنها سنة) أي طريقة متبعة وشرع ثابت.
الحديث دليل على جواز قراءة سورة بعد الفاتحة إذا أخذنا بهذه اللفظة وقد استحب النووي في شرح المهذب أنها تكون قصيرة ولعله مبني على أن صلاة الجنازة مبنية على التخفيف والإستعجال بالميت ٍإلى قبره.
وليس في صلاة الجنازة دعاء استفتاح قال أبو داود في مسائل أحمد: سأل أحمد عن الإستفتاح في صلاة الجنازة قال: ماسمعت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن أٍبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى على جنازة يقول: اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا ........ ) رواه مسلم والأربعة
والكلام على الحديث من وجوه:
أولا: وهم الحافظ في نسبته إلى مسلم
ثانيا: أخرجوه من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
وهذا الإسناد معلول فإن ابن أبي حاتم سأل أباه عن وصل هذا الحديث فقال: هذا خطأ الحفاظ لا يقولون أبا هريرة إنما يقولون أبا سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم.
فالصواب اٍنه مرسل قال الترمذي في جامعه روي هشام الدستوائي وعلي بن المبارك عن يحيى عن أبي سلمة مرسلا. ورجح الإرسال البيهقي في السنن الكبرى
ثالثا: (ووسع مدخله) بفتح الميم مكان الدخول , وبالضم المصدر الذي هو الإدخال والظاهر أن الفتح أبلغ وأولىلأنه هو المناسب للمقام
رابعا: (وأهلا خيرا من أهله) هذا التبديل إما تبديل أعيان أو تبديل أوصاف بأن يكون أهله في الدنيا هم أهله في الآخرة ولكن مع تبديل أوصافهم ويدل على هذا قوله تعالى: جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ..... )
خامسا: (وزوجا خيرا من زوجه) هذه اللفظة ليست في البلوغ وهي في مسلم
قيل المراد الأوصاف كما سبق في الأهل وهو الظاهر لأن المؤمن إذا دخل الجنة ودخلت زوجته الجنة فإنها تكون زوجته كما في الآية السابقة وقيل المراد الحور العين
وفي حديث أبي الدرداء الذي صححه الألباني أن التي يكون لها أكثر من زوج تكون مع آخر أزواجها
سادسا: طلب المغفرة للصغير فيه احتمالان: إن كان المراد به المكلف فلا إ شكال وأما إن كان المراد به غير المكلف فهنا يأتي الإشكال وذكر العلماء لذلك أجوبة:
منها أن المراد بهذه الألفاظ الدلالة على الشمول و الإستيعاب كأنه قال: اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات كلهم أجمعين.
ومنها أن المراد الإستغفار للصغير باعتبار ماسيكون
ومنها أن يقال: لايلزم من طلب المغفرة تقدم الذنب بل قد يكون لأجل رفعة الدرجات
سابعا: إذا كان الميت طفلا فلم يرد فيه سنة إلا حديث المغيرة بن شعبة مرفوعا:ٍ والطفل يصلى عليه ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة) أخرجه الأربعة وقال الترمذي: حسن صحيح. وذكر البخاري تعليقا عن الحسن البصري: يقرأ على الطفل بفاتحة الكتاب ويقول: الهم اجعله لنا فرطا وسلفا وأجرا)
¥