تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهنا اتذكر قصة قرأتها وأنا طفل وهي قصة الملك الذي خاط له احد الدجالين ثياباً من صوف قال أن الذي لا يراه فهو أحمق ولم يره الملك فسكت وكذلك الوزير وخرج الملك الى شعبه عارياً والناس يقولوم ما أجمل ثياب الملك!! وفجأة صرخ طفل صغير: ان الملك عاري!! وهنا استيقظ الجميع وضحكوا!! وها أنذا أصرخ وأقول أيها الأمين: القرآن غير وكلام الخلق غير!!!!!!!

ودعني اعود للتراكيب القرآنية التي زعموا أنها بالمقلوب:

1. قوله تعالى: (ماء دافق): حيث زعموا أنها صيغة فاعل بمعنى مفعول, أي ماء مدفوق.

فلماذا زعم ذلك والدافق اسم فاعل يأتي كصفة للفاعل مثله مثل أي اسم فاعل يعمل كصفة مثل (رجل تاجر) و (سيف ضارب) و (زورق غارق) فاذا كان يزعم أن الماء ليست له قدرة على التدفق بمفرده فلذلك يكون (مدفوق) بدل دافق فلماذا لا يغير اللغة كلها .. فهناك آلاف الاستعمالات من هذا النوع فهل يجوز أن يقول (سيف مضروب) و (زورق مغرق) باعتبار أن السيف والزورق لا يفعلان ذلك من تلقاء أنفسهم؟ أم أن ذهنه ارتبط بالجماع فظن أن الماء الدافق ماء الرجل وهو لا يتدفق من تلقاء نفسه. فان كان كذلك فقد عكس الأمر, فهذا اللفظ مطابق لحالة غياب الارادة الكاملة كما في (الاحتلام) أو جزئياً كما في الجماع, ويكون التدفق من فعل الماء نفسه, لكن ما أدراه اي ماء خلق منه الانسان, وكل ماء هو دافق, فالنظرة العابرة للماء الطبيعي وحركته في الطبيعة ودخوله في تراكيب الحياة جميعاً والأرض والصخور (وان من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء) , واعتماد الكائنات الحية عليه شرباً ومصاً وكرعاً باختلاف أنواعها وحركته الدائبة من الأرض الى السماء الى الأرض والبحار وتياراته الجارفة في الوديان والروافد وتفجره من الأرض كاف لتبيين معنى فعله الذاتي في التدفق.

2. قوله تعالى: (حجابا مستورا): حيث قال هو مستور بمعنى ساتر مع أن الحجاب لفظ يفيد الستر فلا يكرر الصفة نفسها (القاعدة الأولى) فيقول حجاباً ساتراً لأن المعنى سيكون حجاباً حاجباً أو ستاراً ساتراً.

وانما أراد الله سبحانه وصف الحجاب من أنه لا يرى ليقطع الطريق على منكر وجوده فقال (مستورا) فالحجاب نفسه محجوب عن رؤيتهم. (واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجاباً مستوراً) فلماذا ان صيغة المفعول هنا بمعنى فاعل بينما جعلوا في (الماء الدافق) صيغة الفاعل بمعنى المفعول!

3. قوله تعالى: (عيشة راضية) قال وهو فاعل بمعنى مفعول اي عيشة مرضية.

لقد تخيل أن العيشة اسم لشيء لا حقيقة له أو منفصل عن العائش أو جماد فلا يمكن أن تكون (راضية) لأنها غير عاقلة وعليه فهية مرضية من قبل العائش.

لكن هذا المفردة تتضمن العائش لانها مرتبطة به فهي ليست كأي لفظ آخر مثل (بستان) يموت صاحبه ويبقى البستان لأن العيشة تنتهي بالعائش فهي اسم لحياة الكائن الحي العاقل, وقد اقترنت قرآنياً بالخلق ذوي العقول والشعور والتمييز فيمكن أن تقول عاش الرجل عيشة مرضية وعيشة راضية. والتعبير الأول معناه أن العائش راص عن العيشة, ولكن ليس بمقدوره عدم الاهتمام بها-لانك فصلته عن العيشة, فعيشته صارت مقابلةً له واذن فهو ينظر لها ويهتم بها- وان كان راضياً بها!

ولكن حينما تقول عاش الرجل عيشةً راضيةَ صارت العيشة هي الراضية فخرج بذلك عن الاهتمام بها خروجاً كاملاً وصارت هي المهتمة به!

ولا يوجد في الحقيقة عيشة على هذا النحو الا تلك التي يعطيها الرب العظيم لعباده الذين رضي عنهم.

فانظر ماذا فعل حينما قال: راضية بمعنى مرضية فقد جعلها نكداً علينا تارة أخرى وانظر كم هو الفرق بين قول الله تعالى وقوله.

المجاز وما أدراك ما المجاز .. اسمع تعريفهم: (ما أُريد به غير المعنى الموضوع له في أصل اللغة) - المثل السائر ابن الأثير 1 - 58. (المجاز مفصل من جاز الشيء يجوزه اذا تعداه, واذا أعدل باللفظ عما يوحيه أصل اللغة وصف بأنه مجاز على معنى أنهم جازوا به موضعه الأصلي أو جاز هو مكانه الذي وضع فيه أولاً) (أسرار البلاغة-الجرجاني ظ365)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير