تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما السمع: فمنه قوله تعالى: (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) (95). وقوله: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (96). ومن المعلوم أنه لا علم لنا بكيفية صفات ربنا؛ لأنه تعالى أخبرنا عنها ولم يخبرنا عن كيفيتها، فيكون تكييفنا قفواً لما ليس لنا به علم، وقولاً بما لا يمكننا الإحاطة به.

وأما العقل: فلأن الشيء لا تعرف كيفية صفاته إلا بعد العلم بكيفية ذاته أو العلم بنظيره المساوي له، أو بالخبر الصادق عنه، وكل هذه الطرق منتفية في كيفية صفات الله – عز وجل – فوجب بطلان تكييفها.

وأيضاً فإننا نقول: أي كيفية تقدرها لصفات الله تعالى؟

إن أي كيفية تقدرها في ذهنك، فالله أعظم وأجل من ذلك.

وأي كيفية تقدرها لصفات الله تعالى فإنك ستكون كاذباً فيها؛ لأنه لا علم لك بذلك.

وحينئذ يجب الكف عن التكييف تقديراً بالجنان، أو تقديراً باللسان، أو تحريراً بالبنان.

ولهذا لما سئل مالك – رحمه الله تعالى – عن قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (97) كيف استوى؟ أطرق رحمه الله برأسه حتى علاه الرحضاء (العرق) ثم قال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة" وروى عن شيخه ربيعة أيضاً: "الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول". وقد مشى أهل العلم بعدهما على هذا الميزان. وإذا كان الكيف غير معقول ولم يرد به الشرع فقد انتفى عنه الدليلان العقلي والشرعي فوجب الكف عنه.

فالحذر الحذر من التكييف أو محاولته، فإنك إن فعلت وقعت في مفاوز لا تستطيع الخلاص منها، وإن ألقاه الشيطان في قلبك فاعلم أنه من نزغاته، فالجأ إلى ربك فإنه معاذك، وافعل ما أمرك به فإنه طبيبك، قال الله تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (98).

القاعدة السابعة: صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.

فلا نثبت لله تعالى من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته، قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث" "انظر القاعدة الخامسة في الأسماء).

ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه:

الأول: التصريح بالصفة كالعزة، والقوة، والرحمة، والبطش، والوجه، واليدين ونحوها.

الثاني: تضمن الاسم لها مثل: الغفور متضمن للمغفرة، والسميع متضمن للسمع، ونحو ذلك (انظر القاعدة الثالثة في الأسماء).

الثالث: التصريح بفعل أو وصف دال عليها كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة، والانتقام من المجرمين، الدال عليها – على الترتيب – قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (99) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا". الحديث (100). وقول الله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً) (101). وقوله: (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) (102).

) سورة النحل، الآية: 60.

(51) سورة الأحقاف، الآية: 5.

(52) سورة النحل، الآيتان: 20، 21.

(53) سورة مريم، الآية: 42.

(54) سورة الأنبياء، الآيتان: 66، 67.

(55) سورة الفرقان، الآية: 58.

(56) سورة طه، الآية: 52.

(57) سورة فاطر، الآية: 44.

(58) سورة الزخرف، الآية: 80.

(59) رواه البخاري، كتاب الفتن (7131)، ومسلم، كتاب الفتن (2933).

(60) رواه البخاري، كتاب المغازي (4202)، ومسلم، كتاب الذكر (2704).

(61) سورة المائدة، الآية: 64.

(62) سورة آل عمران، الآية: 181.

(63) سورة الصافات، الآيات: 180 – 182.

(64) سورة المؤمنون، الآية: 91.

(65) سورة الأنفال، الآية: 30.

(66) سورة الطارق، الآيتان: 15، 16.

(67) سورة الأعراف، الآيتان: 182، 183.

(68) سورة النساء، الآية: 142.

(69) سورة البقرة، الآيتان: 14، 15.

(70) سورة الأنفال، الآية: 71.

(71) سورة لقمان، الآية: 27.

(72) سورة الفجر، الآية: 22.

(73) سورة البقرة، الآية: 210.

(74) سورة آل عمران، الآية: 11.

(75) سورة الحج، الآية: 65.

(76) سورة البروج، الآية: 12.

(77) سورة البقرة، الآية: 185.

(78) رواه البخاري، كتاب التهجد (1145)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين (758).

(79) سورة النساء، الآية: 136.

(80) سورة الفرقان، الآية: 58.

(81) سورة الكهف، الآية: 49.

(82) سورة فاطر، الآية: 44.

(83) سورة الشورى، الآية: 11.

(84) سورة الإخلاص، الآية: 4.

(85) سورة مريم، الآيتان: 91، 92.

(86) سورة الأنبياء، الآية: 16.

(87) سورة ق، الآية: 38.

(88) سورة يس، الآية: 82.

(89) سورة الإنسان، الآية: 30.

(90) سورة الشورى، الآية: 11.

(91) سورة النحل، الآية: 17.

(92) سورة مريم، الآية: 65.

(93) سورة الإخلاص، الآية: 4.

(94) سورة الشورى، الآية: 11.

(95) سورة طه، الآية: 110.

(96) سورة الإسراء، الآية: 36.

(97) سورة طه، الآية: 5.

(98) سورة فصلت، الآية: 36.

(99) سورة طه، الآية: 5.

(100) سبق تخريجه.

(101) سورة الفجر، الآية: 22.

(102) سورة السجدة، الآية: 22.

القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى ( http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_290.shtml)

ولي عودة إن شاء الله،،،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير