مذءوماً مدحوراً. ويدلّ ثانياً، على أنه كان قد نال منزلة عظيمة بعبادته وتشبّهه بالملائكة في الطاعة والعبادة، فأُخرج من هذه المنزلة بسبب كبره وحسده ومخالفته لربّه (ينظر: قصص الأنبياء لابن كثير، ص19).
خامساً: روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعاً، فلمّا خلقه قال: اذهب فسلّم على أولئك النفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيّونك، فإنها تحيّتك وتحيّة ذرّيّتك فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله، فكل من يدخل الجنّة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن " (ينظر: صحيح البخاري، كتاب الاستئذان، رقم 6227). وهذا الحديث يدلّ على أن الملائكة – وإن دلّ الحديث على نفر منهم - كانوا أيضاً متواجدين في المكان الذي خُلق فيه آدم عليه السلام.
سادساً: يقول الحقّ تبارك وتعالى: " مَا كَانَ لِىَ مِنْ عِلْمٍ بِ?لْمََلإِ ?لاْعْلَى? إِذْ يَخْتَصِمُونَ " (سورة ص 69). وفي هذه الآية أطبق جمهور المفسرين على أن المراد " بِ?لْمََلإِ ?لاْعْلَى? " هنا، هم الملائكة وآدم عليهم السلام وإبليس اللعين. يقول الزمخشري: " المراد بالملأ الأعلى: أصحاب القصة الملائكة وآدم وإبليس .. والمراد بالاختصام: التقاول " (ينظر: الكشاف، ج5، ص280). ويقول أبو السعود: " المراد بالملأ الأعلى الملائكة وآدم عليهم السلام وإبليس حسبما أطبق عليه جمهور الأمة. وباختصامهم ما جرى بينهم في شأن خلافة آدم عليه السلام من التقاول " (ينظر: تفسير أبي السعود، ج1، ص89). ويقول ابن عاشور: " ويكون ضمير " يَخْتصِمُونَ " عائداً إلى الملأ الأعلى لأن الملأ جماعة. ويراد بالاختصام الاختلاف الذي جرى بين الشيطان وبين من بلَّغ إليه من الملائكة أمرَ الله بالسجود لآدم، فالملائكة هم الملأ الأعلى وكان الشيطان بينهم، فعُدّ منهم قبل أن يطرد من السماء .. " (تفسير ابن عاشور).
وبعد هذا العرض من الآيات والأحاديث وأقوال المفسرين، يمكننا الآن أن نربط مجريات الأحداث في مرحلة خلق آدم عليه السلام ببعضها البعض. ونحسم ما ذهبنا إليه بجملة التقاول الذي دار بين الملائكة وآدم عليهم السلام وإبليس اللعين. يقول أبو السعود: " جملته ما صدر عنه عليه السلام – أي آدم – من الإنباء بالأسماء، ومن قضية البدلية وقوع الاختصام المذكور في تضاعيف ما شُرح فيه مفصّلاً من الأمر المعلّق وما علق به من الخلق والتسوية ونفخ الروح فيه، وما ترتّب عليه من سجود الملائكة عليهم السلام، وعناد إبليس ولعنه، وإخراجه من بين الملائكة، وما جرى بعده من الأفعال والأقوال. وإذ ليس تمام الاختصام بعد سجود الملائكة ومكابرة إبليس المستتبعة لطرده من بينهم لما عرفت من أنه أحد المختصمين كما أنه ليس قبل الخلق ضرورة استحالة الإنباء بالأسماء حينئذ فهو إذن بعد نفخ الروح وقبل السجود حتماً بأحد الطريقين، والله سبحانه وتعالى أعلم بحقيقة الأمر (ينظر: تفسير أبي السعود، ج1، 89). ويقول الألوسي: " والملأ الجماعة الأشراف لأنهم يملؤن العيون رواء والنفوس جلالة وبهاء، وهو اسم جمع ولذا وصف بالمفرد أعني " ?لاْعْلَى? "، والمراد به عند ملأ الملائكة وآدم عليهم السلام وإبليس عليه اللعنة، وكانوا في السماء .. والتقدير ما كان لي فيما سبق علم ما بوجه من الوجوه بحال الملأ إلا على وقت اختصامهم، وهو أولى من تقدير الكلام كما ذهب إليه الجمهور، أي ما كان لي علم بكلام الملأ إلا على وقت اختصامهم، لأن علمه صلى الله عليه وسلم غير مقصور على ما جرى بينهم من الأقوال فقط، بل عام لها وللأفعال أيضاً، من سجود الملائكة عليهم السلام وإباء إبليس واستكباره حسبما ينطق به الوحي، فالأولى اعتبار العموم في نفيه أيضاً " (ينظر: روح المعاني).
والله أعلم
ـ[أمين هشام]ــــــــ[23 - 07 - 2005, 04:28 م]ـ
يا شيخ لؤي أنا لا أسخر بأحد, ولا أقبل أن يسخر أحد بأحد ..
وأذكر أني قرأت لك مشاركة تقول فيها لصاحبها: "يظهر عندك مشكلة في الفهم والاستيعاب"!
فماذا تعتبر هذا ..... وبدون مبررات!!.
الحق أقول لك ... دون غضب منك -ولا ينبغي لك ولا لمشرف ولا لمؤسس -إن أرادوا العدل- أن يغضبوا ... فمن قال كلمة فعليه أن يتوقع مثلها من الناس ....
فالآن دورك -بكل علمية وأدب- .... هل عندك مشكلة في الفهم والاستيعاب؟؟
أنا سألتك: كيف (((((((((((علمت))))))))))))!
ولم أسألك كيف ((((((((((((استنتجت)))))))))))!
(((فالعلم)) أية أو حديث أو عين كعين الشمس ....
ثم أنا لم أسألك عن فصله وأصله وعمومه في الأمر وووووووووووو
سألتك: من أين (((علمنا)))) أنه كان بينهم ((((((((((ساعة))))))))) السؤال؟؟؟؟؟؟؟
يعني -على طريقة المحاكم والمحامين- فأبو بكر هو من هو من الصحبة والملازمة, ولا يرى محمد عليه الصلاة والسلام إلا وهو معه (((((إلا قليلا))))) ......... حتى إذا جاءت ((((((((ساعة)))) وفاة النبي لم يكن معه!!.
فليس لأحد أن يستدل بالصحبة والصديقية والملازمة والاستخلاف أنه (((بالضرورة))))) كان ((((ساعة))))) الوفاة!!!!!
باختصار .. هذا ليس جوابا "محكميا"!!.
بل هو ظن لا علم فيه.
وما تشددت إلا لأنك "شطبت" بهذا الظن "ظن" المدعو أبو عرفة .... ولا يزول ظن بظن!.
{إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا}!.
وليصبر المشرفون والمؤسسون حتى لا يظن الناس بهم تحيزا لأحد!!
فلؤي قوي في نفسه دون نصرة وقلمه صلب وكلمته جزلة حمئة!.
¥