تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِّنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ المُلْكُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) الزمر6

إذ ثمّ في هذه الآية للتراخي الرتبي

قال إبن عاشور ({جعل منها زوجها} بحرف {ثم} الدال على التراخي الرتبي لأن مساقها الاستدلال على الوحدانية وإبطال الشريك بمراتبه، فكان خلق آدم دليلاً على عظيم قدرته تعالى وخلق زوجه من نفسه دليلاً آخر مستقل الدلالة على عظيم قدرته. فعطف بحرف {ثم الدال في عطف الجمل على التراخي الرتبي إشارة إلى استقلال الجملة المعطوفة بها بالدلالة مثل الجملة المعطوفة هي عليها، فكان خلق زوج آدم منه أدلّ على عظيم القدرة من خلق الناس من تلك النفس الواحدة ومن زوجها لأنه خلق لم تجرِ به عادة فكان ذلك الخلق أجلب لعجب السامع من خلق الناس فجيء له بحرف التراخي المستعمل في تراخي المنزلة لا في تراخي الزمن لأن زمن خلق زوج آدم سابق على خلق الناس)

أمّا قوله تعالى في الأعراف

(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) 189 الأعراف

فليس فيها ثمّ---إنما فيها حرف العطف " و" ومعروف أنّه لا يفيد ترتيبا إنما يفيد التشريك في الحكم

قال إبن عاشور (فأما آية الأعراف فمساقها مساق الامتنان على الناس بنعمة الإِيجاد، فذُكرأصلي الناس معطوفاً أحدهما على الآخر بحرف التشريك في الحكم الذي هو الكون أصلاً لخلق الناس.)

إذن لا ترتيب منزلة ولا ترتيب زمن في آية الأعراف إنما ذكر آدم وزوجه معا معطوفا زوجه عليه كمنة على الناس بنعمة الآيجاد من هذين الأصلين

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 07 - 2005, 09:29 م]ـ

ثمّ في كتاب الزركشي "البرهان في علوم القرآن"


للترتيب مع التراخي

واما قوله) لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى (والهداية سابقة على ذلك

فالمراد ثم دام على الهداية

بدليل قوله) وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا (

وقد تاتي لترتيب الاخبار لا لترتيب المخبر عنه كقوله تعالى) فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد (

وقوله) واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه (

وتقول زيد عالم كريم ثم هو شجاع

قال ابن بري قد تجئ ثم كثيرا لتفاوت ما بين رتبتين في قصد المتكلم فيه تفاوت ما بين مرتبتي الفعل مع السكوت

عن تفاوت رتبتي الفاعل كقوله تعالى) الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات

والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون (ف ثم هنا لتفاوت رتبة الخلق

والجعل من رتبة العدل مع السكوت عن وصف العادلين

ومثله قوله تعالى) فلا اقتحم العقبة (إلى قوله) ثم كان

من الذين آمنوا (دخلت لبيان تفاوت رتبة الفك والاطعام من رتبة الايمان إلا إن فيها زيادة تعرض لوصف

المؤمنين بقوله) وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة (وذكر غيره في قوله

تعالى) ثم الذين كفروا بربهم يعدلون (إن ثم دخلت لبعد ما بين الكفر وخلق

السموات والارض

وعلى ذلك جرى الزمخشري في مواضع كثيرة من الكشاف كقوله تعالى) لغفار لمن تاب

وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى (

وقوله) إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا

(قال كلمة التراخي دلت على تباين المنزلتين دلالتها على تباين الوقتين في جاءني زيد ثم عمرو اعني إن منزلة

الاستقامة على الخبر مباينةلمنزلة الخير نفسه لانها اعلى منها وافضل

ومنه قوله تعالى) إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر (إن قلت ما

معنى ثم الداخلة في تكرير الدعاء قلت الدلالة على إن الكرة الثانية من الدعاء ابلغ من الاولى ()

وقوله) ثم كان من الذين آمنوا

(قال جاء ثم لتراخي الايمان وتباعده في الرتبة والفضيلة على العتق والصدقه لا في الوقت لان الايمان هو السابق المقدم على غيره

()

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير