وقال الزمخشري في قوله تعالى) ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا ()
إن ثم هذه فيها من تعظيم منزلة النبي:= واجلال محله والايذان بانه اولى واشرف ما اوتي خليل الله ابراهيم من
الكرامة واجل ما اوتي من النعمة اتباع رسول الله:= في ملته
واعلم انه بهذا التقدير يندفع الاعتراض بان ثم قد تخرج عن الترتيب والمهلة وتصير كالواو لانه انما يتم على انها
تقتضي الترتيب الزماني لزوما اما اذا قلنا انها ترد لقصد التفاوت والتراخي عن الزمان لم يحتج إلى الانفصال عن
شئ مما ذكر من هذه الآيات الشريفة لا إن تقول إن ثم قد تكون بمعنى الواو
والحاصل انها للتراخي في الزمان وهو المعبر عنه بالمهلة وتكون للتباين في الصفات وغيرها من غير قصد مهلة
زمانية بل ليعلم موقع ما يعطف بها وحاله وانه لو انفرد لكان كافيا فيما قصد فيه ولم يقصد في هذا ترتيب زماني بل
تعظيم الحال فيما عطف عليه وتوقعه وتحريك النفوس لاعتباره
وقيل تاتي للتعجب بنحو) ثم الذين كفروا بربهم يعدلون (
وقوله) ثم يطمع أن أزيد كلا (
وقيل بمعنى واو العطف كقوله) فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد (اي هو شهيد
وقوله) ثم إن علينا بيانه (
والصواب انها على بابها لما سبق قبله
وقوله) ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا [/ color
وقد امر الله الملائكة بالسجود قبل خلقنا فالمعنى وصورناكم
وقيل على بابها والمعنى ابتدأنا خلقكم لان الله تعالى خلق آدم من تراب ثم صوره وابتدأ خلق الانسان من نطفة ثم
صوره
وأما قوله) [ color=#144273] خلقكم من طين ثم قضى أجلا (وقد كان قضى الاجل فمعناه اخبركم
اني خلقته من طين ثم اخبركم اني قضيت الاجل كما تقول كلمتك اليوم ثم كلمتك امس اي اني اخبرك بذالك ثم اخبرك
بهذا (وهذا يكون في الجمل فاما عطف المفردات فلا تكون إلا للترتيب قاله ابن فارس ()
قيل وتاتي زائدة كقوله تعالى) وعلى الثلاثة الذين خلفوا (إلى قوله)
ثم تاب عليهم (لان تاب جواب اذا من قوله)
حتى إذا ضاقت (وتأتي للاستئناف كقوله تعالى) وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا
ينصرون (()
فان قيل ما المانع من الجزم على العطف فالجواب انه عدل به عن حكم الجزاء إلى حكم الاخبار ابتداء كانه قال ثم
اخبركم انهم لاينصرون
فان قيل اي فرق بين رفعة وجزمه في المعنى قيل لو جزم لكان نفي النصر مقيدا بمقاتلتهم كتوليهم وحين رفع كان
النصر وعدا مطلقا كانه قال ثم شأنهم وقصتهم اني اخبركم عنها وابشركم بها بعد التولية انهم مخذولون منعت عنهم
النصرة والقوة ثم لا ينهضون بعدها بنجاح ولا يستقيم لهم امر
واعلم انها وان كانت حرف استئناف ففيها معنى العطف وهو عطف الخبر على جملة الشرط والجزاء كانه قال
اخبركم انهم يقاتلونكم فيهزمون ثم اخبركم انهم لا ينصرون
فان قيل ما معنى التراخي في ثم قيل التراخي في الرتبةلان الاخبار التي تتسلط عليهم اعظم من الاخبار بتوليهم
الادبار وكقوله تعالى) ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين (ثم المفتوحة
ظرف للبعيد بمعنى قال تعالى) وإذا رأيت ثم رأيت (
وقرئ) فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد (اي هنالك الله شهيد بدليل)
هنالك الولاية لله الحق (وقال الطبري في قوله) أثم إذا ما
وقع آمنتم به (معناه اهنالك وليست ثم العاطفة وهذا وهم اشتبه عليه المضمومة بالمفتوحة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 07 - 2005, 10:10 م]ـ
دعونا ننظر بدقة إلى تعقب الزركشى للطبري
قال تعالى (أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنتُم بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ) 51 يونس
قال فيها الطبري (ومعنى قوله: {أثُمَّ} في هذا الموضع: أهنالك وليست «ثم» هذه هاهنا التي تأتي بمعنى العطف.)
فقول الزركشي (وهذا وهم اشتبه عليه المضمومة بالمفتوحة)
يعني والله أعلم أن "أثم" في هذه الآية مفتوحة---و " ثمّ" العاطفة مضمومة---فهما مختلفان فلا يبرر للطبري الإشتباه بينهما
وبالفعل في لغتنا العادية "لقطه الزركشي "
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 07 - 2005, 06:06 ص]ـ
حصل خطأ في التعبير منّي في قولي
("أثم" في هذه الآية مفتوحة) --وألأصل أن أقول "ثم في هذه الآية هي المفتوحة"
قال في لسان العرب
(وثَمَّ، بفتح الثاء: إِشارة إلى المكان؛ قال الله عز وجل: وإِذا رأَيت ثَمَّ رأَيت نَعيماً؛ قال الزجاج: ثَمَّ يعني به الجَنَّة، والعامل في ثمَّ معنى رأَيت، المعنى وإِذا رميت ببصَرك ثَمَّ؛ وقال الفراء: المعنى إذا رأَيت ما ثَمَّ رأَيت نَعيماً، وقال الزجاج: هذا غلط لأَن ما موصولة بقوله ثمّ على هذا التفسير، ولا يجوز إِسقاط الموصول وتَرْكُ الصِّلة، ولكن رأَيت متعدٍّ في المعنى إِلى ثَمَّ. وأَما قول الله عز وجل: فأَيْنَما تُوَلُّوا فثَمَّ وجْهُ الله، فإِن الزجاج قال أَيضاً: ثَمَّ موضِعُه موضعُ نَصْب، ولكنه مبني على الفتح ولا يجوز أَن يكون ثَمّاً زيدٌ وإِنما بُنيَ على الفتح لالتقاء الساكنين. وثَمَّ في المكان: إِشارة إِلى مكان مُنْزاحٍ عنك، وإِنما مُنِعَت ثَمَّ الإِعراب لإِبْهامها، قال: ولا أَعلم أَحداً شرح ثَمَّ هذا الشرح، وأَما هنا فهو إِشارة إِلى القريب منك. وثَمَّ: بمعنى هناك وهو للتبعيد بمنزلة هنا للتقريب. قال أَبو إِسحق: ثَمَّ في الكلام إِشارة بمنزلة هناك زيد، وهو المكان البعيد منك، ومُنِعت الإِعرابَ لإِبهامها وبَقِيت على الفتح لالتقاء الساكنين. وثَمَّتَ أَيضاً: بمعنى ثَمَّ. وثُمّ وثُمَّتَ وثُمَّتْ، كلها: حرف نَسَق والفاء في كل ذلك بدل من الثاء لكثرة الاستعمال)
¥