تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن من الواجب النظر في باب الصفات، وعقيدتنا فيها أن ما أثبته الله ورسوله أثبتناه، وما نفاه الله ورسوله نفيناه. والألفاظ التي ورد بها النصّ يعتصم بها في الإثبات والنفي، فنثبت ما أثبته الله ورسوله من الألفاظ والمعاني. وأما الألفاظ التي لم يرد نفيها ولا إثباتها فلا تُطلق حتى يُنظر في مقصود قائلها، فإن كان معنى صحيحاً قُبل، لكن ينبغي التعبير عنه بألفاظ النصوص، دون الألفاظ المجملة.

وإن السلف - رحمهم الله - متّفقون على أن البشر لا يعلمون لله حدّاً، وأنهم لا يشبهون ولا يمثلون ولا يحدون شيئاً من صفاته سبحانه وتعالى، يروون الحديث ولا يقولون: كيف؟ وإذا سُئلوا قالوا بالأثر.

ولذلك أرى أنك في استفهامك - حفظك الله - حين تقول: بالله عليكم من قال بأن لله يدين حقيقيتين ثم تستدلون بالآية (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). من أين استفدتم كلمة حقيقيتين؟؟ أليس هذا تجسيم صريح ولا يليق بذات الله جلّ وعلا؟ .. قد جانبت الصواب - والله أعلم - وبيان ذلك كالآتي:

يقول الإمام أبو حنيفة في (الفقه الأكبر): لله يد ووجه ونفس، كما ذكر تعالى في القرآن من ذكر اليد والوجه والنفس، فهو له صفة بلا كيف، ولا يُقال: إن يده قدرته ونعمته، لأن فيه إبطال الصفة. انتهى. وهذا الذي قاله الإمام أبو حنيفة ثابت بالأدلّة القاطعة:

قال تعالى: " مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ " (ص: 75)

وقال تعالى: " وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ " (الزمر: 67)

وقال تعالى: " كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ " (القصص: 88)

وقال تعالى: " وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " (الرحمن: 27)

وقال تعالى: " تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ " (المائدة: 116)

وقال تعالى: " كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ " (الأنعام: 54)

وقال تعالى: " وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي " (طه: 41)

وقال تعالى: " وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ " (آل عمران: 28).

وقال صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة لما يأتي الناس آدم عليه السلام، فيقولون له: " خلقك الله بيده .. الحديث ".

جاء في العقيدة الطحاوية: لا يُقال لهذه الصفات إنها أعضاء، أو جوارح، أو أدوات، أو أركان .. لأن الركن جزء الماهية، والله تعالى هو الأحد الصمد، لا يتجزّأ، سبحانه وتعالى. والأعضاء فيها معنى التفريق والتعضية - أي التقطيع - تعالى الله عن ذلك. والجوارح فيها معنى الاكتساب والانتفاع. وكذلك الأدوات هي الآلات التي يُنتفع بها في جلب المنفعة ودفع المضرّة.

وكل هذه المعاني منتفية عن الله تعالى، ولهذا لم يرد ذكرها في صفاته سبحانه وتعالى.

فالألفاظ الشرعية صحيحة المعاني، سالمة من الاحتمالات الفاسدة.

فلذلك يجب أن لا يُعدل عنها نفياً ولا إثباتاً، لئلا يثبت معنى فاسد، أو يُنفى معنى صحيح.

وكل هذه الألفاظ المجملة عرضة للمحقّ والمبطل.

هذا والله تعالى أعلم

ـ[أبو فهر]ــــــــ[13 - 09 - 2005, 01:50 ص]ـ

أما قولك: ما الذي يلزم ..... الخ

فجوابه: أن التحكم هو المصير إلى أحد الطرفين المتساويين بغير دليل، وقد أقررت أن ((واللغة العربية تُفهم على الحقيقة أولا فإن تعذّرت تُحمل على المجاز)) فنحن متفقون أن الأصل هو الحقيقة ونحن لا نرى إجراءها متعذرا.

وأما حديثك عن إنكار المجاز من عدمه فهذا حديث يطول وأنا الليلة مشغول.

ودمت للمحب/أبو فهر [وسلام للحبيب الغالي لؤي]

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 09 - 2005, 04:16 ص]ـ

عندي رأي

وهو رأي من أخيكم الأكبر سنّا----لنترك هذا الموضوع جانبا---

لماذا؟

لأننا فعلا منقسمون عليه---ولا يلزمنا المزيد من الإنقسام---

إنّه إتفاق بدون تدخل إشراف ومشرفين---

ـ[عمر تهامي أحمد]ــــــــ[13 - 09 - 2005, 05:39 ص]ـ

طيب ... وأنا معك الأستاذ جمال رأي سديد [ I]

إن النقاش في هذه المسألة سيخرجنا من اليلاغة إلى العقيدة

ولن نتفق

ما رأيكم في هذا:

http://www.al-razi.net/vb/

ـ[أبو فهر]ــــــــ[13 - 09 - 2005, 07:12 ص]ـ

يا عمر حججك وأدلتك قرأت تقريرها لمن هو أعلم منك ولم تقنعني

وحججي وأدلتي -لعلك-قرأت تقريرها لمن هو أعام مني -ولعلها -لم تقنعك

فعلام المراء إذا؟

وأخوك أبو فهر لا يناقش في هاتيك المسائل إلا المستفهم المتعلم، أما غير ذلك فأنا على يقين من ديني فليبتغ مريد النقاش دينه عند غيري

ودمتم للمحب/أبو فهر

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير