تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 02:19 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

في كلام العلامة الزركشي رحمه الله أخي مناقشات عدة، لكني أحببت أن أنتقي أحدها - وهو من أهمها في نظري - فأناقشه معك، نقاشاً نضرب به مثلاً للمتناقشين في الإنصاف والاستدلال وحسن الخلق. ولا أرى مانعاً من نقاش هذه صفته، بل أرى الحاجة ملحة إليه، لا للوصول إلى الحق في هذه المسألة فقط، لكن ليحتذ به من رآه.

والمسألة هي قول نقله الزركشي رحمه الله، فقال: (وقيل [يعني المتشابه] ما لا يدرى إلا بالتأويل، ولا بد من صرفه إليه كقوله: تجري بأعيننا و: على ما فرطت في جنب الله). انتهى.

فهذا القول باطل من جهتين:

الأولى: أنه إن قصد بذلك التشابه المطلق، فلا سبيل إلى معرفته لا بتأويل ولا بغيره. وإن قصد التشابه النسبي، فليس مختصاً بآيات الصفات ولا بغيرها، وإنما هو بسبب ما يحصل للقارئ من قصور أو تقصير.

الثانية: أن آيات الصفات لا تحتاج في فهمها إلى تأويل، بل هي حق على ظاهرها. وليس ظاهرها التشبيه كما يتوهم البعض، لأمرين مهمين:

الأول: أن الصفة تفهم باعتبار من أضيفت إليه. فلا يفهم من قولنا: (يد العقرب) ما يفهم من قولنا: (يد الإنسان) ولا ما يفهم من قولنا: (يد البعير) وهكذا. وبيان سبب ذلك فيما يلي:

الثاني: أن للكلمة معنىً تدل عليه في اللغة مجردة في ذاتها، وهذا هو القدر المشترك لها عند الإضافة. ثم لها معنىً تستفيده من إضافتها إلى الله تعالى، من الكمال والجلال والجمال. ثم لها معنى تستفيده من إضافتها إلى شيء من الخلق، من لوازم النقص والضعف. وتوضيح ذلك بالمثال:

فكلمة البصر، لها في ذاتها معنى، وهو إدراك المرئيات. ثم إن أضيفت إلى الله تعالى، صار لها معنى شمول الرؤية وكمالها. وإن أضيفت إلى المخلوق صار فيها معنى الاحتياج إلى ضوء ينعكس، وإلى أعصاب تحس، وإلى مخ يفسر، وإلى حجم مناسب للمرئي، وهكذا من لوازم النقص والضعف والفقر.

فإذا استقر ذلك، علمنا أن آيات الصفات لا تحتاج إلى تأويل ولا تكلف، بل حق على ظاهرها، نثبتها بلا تمثيل، وننفي الظن السيء عنها بلا تعطيل. ويؤكد صحة هذا المنهج أنه منهج أهل السنة والجماعة الذي اتفق عليه أئمة السلف رضوان الله عليهم.

فهل توافقني أخي الكريم على ذلك؟

هذا، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 02:45 م]ـ

الأخ فيصل

لقد آليت على نفسي أن لا أدخل نقاشا في مواضيع تثير الخلاف---ومنها موضوع الآيات التي يشعر ظاهرها بأن الله جسم متحرك متحيز

وأنت تعرف بوجود مواقف ثلاثة لدى المسلمين

# موقف يفوض معناها لله تعالى

# موقف يؤول معناها بما يبعد الظاهر المشعر بالتجسيم

# وموقف يفسر بمعناها الظاهر مع تنزيهه للمولى عن مشابهة الأجسام

ولا أرى أن نتناقش

ولا أن يقصي كل منّا الآخر على أساس أنه هو المصيب وغيره ضال

ولنترك الأمر كما هو كأحباب يظلهم الله بظله

ـ[أبو سارة]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 04:21 م]ـ

الحبيب جمال

لاأراك كتبت هذا الموضوع إلا بعد موضوع الأستاذ فيصل القلاف المتضمن كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في محكم ومتشابه القرآن.

ماتصبر عن التأويل:)

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 07 - 2005, 04:27 م]ـ

لطيف كلامك أخي المشرف

لطيف جدا

إنّها خفة دم أسعدتني

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير