تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فى قدر المعجز من القرآن

قال القاضى أبو بكر ذهب عامة أصحابنا وهو قول أبى الحسن الأ شعرى فى كتبه إلى أن أقل ما يعجز عنه من القرآن السورة قصيرة كانت أو طويلة أوما كان بقدرها ب

قال فإذا كانت الآية بقدر حروف سورة وإن كانت كسورة الكوثر فذلك معجز

قال ولم يقم دليل على عجزهم عن المعارضة فى أقل من هذا القدر

وذهبت المعتزلة إلى أن كل سورة برأسها فهى معجزة

وقد حكى عنهم نحو قولنا إلا أن منهم من لم يشترط كون الآية بقدر السورة بل شرط الآيات الكبيرة

وقد علمنا أنه تحداهم تحديا إلى السور كلها ولم يخص ولم يأتوا بشئ منها فعلم أن جميع ذلك معجز

وأما قوله تعالى) فليأتوا بحديث مثله (فلا يخالف هذا لأن الحديث التام لا تتحصل حكايته فى أقل من كلمات سورة قصيرة وهو يؤكد مذهب أصحابنا وإن كان قد يتأول قوله) فليأتوا بحديث مثله (فلا يخالف هذا لأن الحديث التام لا تتتحصل حكايته فى أقل من كلمات سورة قصيرة وهو يؤكد مذهب أصحابنا وإن كان قد يتأول قوله) فليأتوا بحديث مثله (على القبيل دون التفصيل وكذلك يحمل

قولة تعالى) قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله (على القبيل لأنه لم يجعل الحجة عليهم عجزهم عن الإتيان بجميعه من أوله إلى آخره

فإن قيل هل يعرف إعجاز السور القصار بما يعرف به إعجاز الطوال وهل يعرف إعجاز كل قدر من القرآن بلغ الحد الذى قدرتموه على ما تعرفون به إحجاز سورة البقرة ونحوها

قلنا إن أبا الحسن الأشعرى قد أجاب عن ذلك بأن كل سورة قد علم كونها معجزة بعجز العرب عنها وسمعت بعض الكبراء من أهل هذا الشأن يقول إنه يصح أن يكون علم ذلك توقيفا والطريقة الأولى أسد وتظهر فائتهما فى أن الأولى تبين أن ما علم به كون جميع ألقرآن معجزا موجود فى كل سورة قصرت أو طالت فيجب أن يكون الحكم فى الكل واحدا والأخرى تتضمن تقدير معرفة إعجاز القرآن بالطريق التى سلكناها

اعلم أه سبحانه تحداهم أولا فى الإتيان بمثله فقال) قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا (ثم تحداهم بشر سور منه وقطع عذرهم بقول) قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات (وإنما قال) مفتريات (من أجل أنهم قالوا لا علم لنا بما فيه من الأخبار الخالية والقصص البالغة فقيل لهم) مفتريات (إزاحة لعللهم وقطعا لأعذارهم فعجزوا فردهم من العشر إلى سورة واحدة من مثله مبالغة فى التعجيز لهم فقال) وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين (أى يشهدون لكم أنها في نظمه وبلاغته وجزالته فعجزوا فقال تعالى) فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا (مبالغة فى التعجيز وإفحاما لهم) فاتقوا النار (وهذه مبالغة فى الوعيد مع أن اللغة لغتهم والكلام كلامهم وناهيك بذلك أن الوليد بن المغيرة لعنه الله كان سيد قريش وأحد فصحائهم لما سمعه أخرس لسانه وبلد جنانه وأطفئ بيانه وقطعت حجته وقصم ظهره وظهر عجزه وذهل عقله حتى قال فد عرفنا الشعر كله هزجه ورجزه وفريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر قالت له قريش فساحر قال وما هو بساحر قد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثه ولا عقده والله إن لقوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسفله لمغدق وإن أعلاه لمثمر

وإنه ليعلو ولا يعلى سمعت قولا يأخذ القلوب قالوا مجنون قال لا والله ما هو بمجنون ولا بخنقه ولا بوسوسته ولا رعشته قالو كاهن قال قد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكهان ولا بسجعهم ثم حملته الحمية فنكص على عقبيه وكابر حسه فقال) إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر)


الزركشي

البرهان في علوم القرآن

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 08 - 2005, 09:59 م]ـ
تنزيه النبى عليه السلام عن الشعر

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير