تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو ورد]ــــــــ[01 - 05 - 2006, 01:58 م]ـ

يسم الله الرحمن الرحيم،

والصلاة والسلام على أشرف خلق الله والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أجمعين،

أرجو أن أكون ضيفا خفيف الظل عليكم جميعا وأن أكون سببا بإذن الله تعالى على تبيان ولو جزء بسيط من القضية المطروحة، وخصوصا أنها من القضايا التي لا يزداد المرء بمعرفة تفاصيلها إيمانا وإنما تنصب الفائدة في العبرة من القصة، ولنبتعد عن النقاش (البيزنطي) ولنحكم ديننا فيما اختلفنا فيه، وليكن شعارنا في كل حواراتنا قول الرسول الأغر (أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وزعيم بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وزعيم بيت بأعلى الجنة لمن حسن خلقه) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

فأضع بين أيديكم بحثا لأحد الباحثين نحسبه على خير ولا نزكي على الله أحد، وفي نهاية الأمر كما قلت لا يعني هذا أنه الفصل، فهو اجتهاد قد يخطئ و قد يصيب، فإن أخطأ فمن النفس و الشيطان و إن أصاب فمن توفيق الرحمن، ولن يفسد الاختلاف في مثل هذه القضية الود فيما بيننا.

ثم تقبلوا فائق الاحترام،،،

أخوكم أبو ورد.

البحث:-

للباحث السوري: مختار فوزي النعال

الجودي الجبل الذي استقرت عليه سفينة نوح في القرآن الكريم

والكتب المقدسة وكتب التاريخ

ذكر الإخباريون والرواة حكايات مختلفة متباينة عن الطوفان ومدته، وعن سفينة نوح (، وما حُمل فيها من الناجين ومكان رُسوّها ... وقد شاب هذه الحكايات كثير من المبالغات والأقاويل التي لا تقوم على سند صحيح، حتى كان بعضها ضرباً من الأساطير، كما قيل في قصة السباع والطير والوحش والبهائم التي حملها نوح معه في السفينة، وتعلّقِ الشيطان بذنب الحمار، وقصة الحية والعقرب، والفأر التي قرضت حبال السفينة، وسواها (1) ...

غير أن رجال الدين وعلماء الجغرافية لم يختلفوا في وقوع الطوفان، ولا في مكانه الذي استوت عليه سفينة نوح (، وإن كان هناك خلاف في تسمية هذا المكان، فقد قيل: هو جبل بالجزيرة قرب الموصل، وقيل: إنه بآمِد ـ ديار بكر ـ وقيل: هو جبل يقع في جنوب أرمينية، وقيل: هو جبل مطلّ على جزيرة ابن عُمر، في الجانب الشرقي من نهر دجلة (2). فجميع هذه المسميات هي لمكان واحد تعاورته أسماء جمّة، فآمِد في الجزيرة جنوب أرمينية وقرب الموصل، وجزيرة ابن عمر قرب الموصل جنوب أرمينية، يطل عليها جبل آرارات.

وقد أيدت الكتب المقدسة وعلماء الجغرافية قصة الطوفان ووقوعه، كما حدد بعضهم مكان رسو السفينة، فالطوفان حادثة كونية كبرى شملت أنحاء المعمورة في رأي المفسرين وعند أهل الكتاب، ويؤيد هذا الرأيَ ما عثر عليه الجيولوجيون من المستحاثات والأحافيز، فقد عثروا على أصداف وأسماك متحجرة في أعالي الجبال، وهي لا تكون عادةً إلا في البحار.

والذي انعقد عليه الرأي: أن الطوفان كان شاملاً لقوم نوح الذين لم يكن في الأرض غيرهم يومذاك. فقد كانوا مُقيمين في منطقة الشرق الأوسط، أما في سائر أجزاء الكرة الأرضية، فليس ثمة نص قاطع ـ لا في القرآن الكريم، ولا في سواه ـ يشير إلى تغطية الأرض جميعها بالمياه.

يقول عبد الوهاب النجار: (ليس في هذه المسألة نص قاطع في القرآن، والذي أميل إليه أن يكون الطوفان خاصة، وأن النوع الإنساني لم يكن منتشراً في جميع أنحاء الكرة الأرضية) (3).

ذكر الطوفان في القرآن الكريم بلفظه صراحة مرة واحدة وذلك في قوله تعالى: (ولقد أرسلْنا نوحاً إلى قومه فلبِثَ فيهم ألفَ سنةٍ إلاَّ خمسين عاماً، فأخذهم الطوفانُ وهم ظالمون (العنكبوت /14. وأشير إليه بغير لفظة في سورة القمر بقوله تعالى:

(ففَتْحنا أبوابَ السماءِ بماءٍ منهمرٍ، وفجّرنا الأرضَ عيوناً، فالتقى الماءً على أمر قد قُدِر (القمر /11 ت 12. أما "قصة الطوفان" فقد جاءت موسعة في سورة هود وذلك في قوله تعالى، بعد الكلام على نوحٍ وصُنعه للسفينة: (حتى إذا فارَ التنُّور قلنا احمِلْ فيها من كلّ زوجِيْنِ اثنَيْنِ وأَهْلَكَ، إلاَّ مَن سَبقَ عليه القولُ ومَن آمَنَ، وما آمنَ معه إلاَّ قليل، وقال اركبوا فيها باسم الله مَجراها ومُرساها إنّ ربّي لغفورٌ رحيم* هي تَجري بهم في موجٍ كالجبال، ونادى نوحٌ ابنَه، وكان في مَعزِلٍ يا بنيَّ اركبْ معَنا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير