تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 08 - 2005, 04:12 م]ـ

أخي الدكتور

عجّل علينا بإشراقتك---لا حرمنا الله منك

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[23 - 08 - 2005, 06:17 م]ـ

الأخ العزيز جمال:

أشكر لكم كرم الضيافة.

أواصل معكم البحث حول الآية المتقدمة.

دعونا ننظر بعمق في معنى الكلمة (يعبدون)

كيف تفسر اللغة هذه الكلمة.

(أياك نعبد): اياك نطيع الطاعة التي نخضع لها. (1)

ومعنى العبادة في اللغة: الطاعة مع الخضوع. (2)

إذا, العبودية هي إظهار منتهى الخضوع للمعبود.

نحن كمسلمين, نؤمن أن المعبود الذي يستحق العبادة هو الله سبحانه وتعالى, فبناءا على ذلك نستنتج أن العبودية هي قمة الاقتراب من الله سبحانه وتعالى والتسليم له, بلا قيد ولا شرط, بمعنى امتثال أوامره في جميع المجالات.

والعبودية قد تكون كاملة أو ناقصة, فالعبودية الكاملة هي أن يعتبر الإنسان الله معبوده الحقيقي, وأن ينسى سواه.

يقول الله تعالى في آية أخرى:

" الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير, وأن الله قد أحاط بكل شيء علما " الطلاق - 12

تشير هذه الآية إلى أن الحكمة في خلق السموات والأرض هي أن يتوصل المرء إلى معرفة الله ومدى قدرته الواسعة.

القرآن يدعم بعضه بعضا, ويساعد فهم جزء منه على فهم جزء آخر.

دعونا نقيم رابطة بين هذه الآيات الشريفة.

العبادة هي الهدف الأساسي من الخلق, وتتجلى مظاهر هذه العبادة من خلال الامتحان الذي أعده الله للإنسان في هذه الحياة (كما أشارت الآية السابقة) , ومن خلال استفادة الإنسان في توظيف العلم والمعرفة اللذين أعطاهما الله للإنسان.

نجاح الإنسان في الاختبار واستفادته من التأمل في ملكوت السموات والأرض, سيخلق لديه درجة من التكامل الإنساني, هذا التكامل الذي لن يحصل عليه إلا إذا كان قريبا من الله تعالى.

خلاصة ذلك أن الهدف النهائي الذي أشارت إليه الآية الشريفة بالعبادة, هو بشكل ضمني التكامل الإنساني الذي يتولد في نفس الإنسان نتيجة لهذه العبادة, وهذا هو الهدف من الخلق.

بعد هذه الإشارة دعونا نطرح هذا السؤال:

إذا كان هدف الله من الخلق هو عبادته (التي عبرنا بشكل ضمني بالتكامل الإنساني الناتج عن العبادة) فلماذا لا يعبده كل الناس, حيث نجد أنه ليس كل الناس يعبد الله تعالى, فهل تتخلف إرادة الله عن هدفه؟

للحديث تتمة:

--

(1) تهذيب اللغة للأزهري

(2)) نفس المصدر السابق.

ـ[رجل صالح]ــــــــ[23 - 08 - 2005, 06:52 م]ـ

اخي د. ابو طالب

لقد أثرت سؤال عظيم ولكنني سأصيغه بشكل أخر وهو – لماذا خلقنا الله – وليس على غرار سؤالك ما هو هدف الله من خلق الإنسان؟

والسبب في اختيار السؤال كما ذكر أعلاه وليس على غرار سؤالك ناتج بسبب أن الفرضية التي أثرتها في تساؤلك بقولك " هل هو شيء راجع إلى الله تعالى, أم شيء راجع إلى الإنسان؟ " و "بمعنى هل يستفيد الله شيئا من خلقه الإنسان؟ ", تعاني من خلل منطقي جوهري من الدرجة الاولى!!

ففي إجابتك قلت, إن الله لا يستفيد شيئا من خلق الإنسان, فالله غني مطلق, غني عن عباده, ولكن الإنسان هو المستفيد من خلق الله له.

على غرار هذا المنطق الباطل فان الجان هو المستفيد من خلقه, والملائكة هي المستفيدة أيضا من خلقها, والسماوات والأرض كل مستفيد من خلقه وحتى النملة التي ذكرت في سورة النمل هي المستفيدة من خلقها, وكل ذلك لأنك جعلت للمخلوق غاية وهي غاية الاستفادة من خلقها, في الوقت أن الغاية من خلق جميع المخلوقات هي غاية ومشيئة الخالق.

"أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ" الروم (8)

فلا غاية ولا استفادة ولا مشيئة البتة للمخلوق بما فيها الإنسان!!

"وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" التكوير (29)

وكل ذلك لان الخلق لم يأتي لهدف, يا اخي ابو طالب, ولكن الخلق اجمعه مسخر لحكمة قدرها الحكيم العليم.

الفرضية بأن الامتحان الإلهي هو علة وسبب خلق الإنسان ينافي إجابة العزيز الحكيم لسؤال الملائكة قبل خلق الإنسان:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير