تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كما أن الاستدلال بالآية " ولو شاء ربك لجعل الله الناس أمة واحدة, ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم" - هود 118, 119" ليس بمحله وذلك لان الآية نصت "إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" هود (119) , بحيث قوله عز وجل" وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ" تجزم بان العزيز الحكيم قد قدر كل شيء قبل خلق الإنسان, بقوله:

"الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا" الفرقان (2)

ولذلك الإنسان غير مستفيد من خلقه إنما هو مسخر في خلقه لحكمة الله في الأرض بأنه – لا الله إلا الله – التي حارب عليها جميع الرسل وخاتمهم المصطفى – صلى الله عليه وسلم.

لذلك السؤال العظيم هو لماذا خلقنا الله فان كانت الإجابة " وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ " – الذاريات 56, السؤال المطروح هل الله بحاجة إلى عبادتنا ولديه الملائكة تسبح وتقدس له, السماوات والأرض والجميع يسبح له:

"تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا" الإسراء (44)

فأن العبودية ليست هي الهدف الأساسي من الخلق ولكن حالة الاختيار هي الهدف – والمراد أي عبودية يريد الإنسان لنفسه – عبودية لله عز وجل أو عبودية لما هو من دون الله.

وحيث ذكرت بان من طبيعة الإنس والجن بأن يعبدوا إلها بحسب "اختيارهم", فالاختيار هو الأساس اما الابتلاء والامتحان فذلك ناتج من الاختيار أي اله يعبد الاله الحق _ الله عز وجل - او الهة الشرك.

فان كانت كلمة "َ لِيَعْبُدُونِ" تعود على حالة وطبيعة الإنس والجن بحيث أن العبادة هي حالة وليست فعل أو قول, فالقصد _ والله اعلم _ بالآية "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" - الذاريات (56) ليس أن يقيموا العبادة فقط على وجه العموم (أي يعبدون) بالأفعال والأقوال ولكن الهدف من خلق الإنس والجن أن لا (يعبدوا) إلا الله, كحال دائم, وان يعبدوه مخلصين له الدين دون أن يجعلوا لهم, الإنس والجن, إلها آخر.

لذلك أرى بان كلمة "َ لِيَعْبُدُونِ" هي حالة وليست فعل أو قول, والله اعلم!!

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[24 - 08 - 2005, 04:15 م]ـ

أخي العزيز رجل صالح:

إنني أدرك معنى ما أكتب.

مع عدم اقتناعي بوجهة نظرك حول الآية المشار إليثها إلا أنني احترم وجهة نظرك.

لك خالص التحية.

ـ[رجل صالح]ــــــــ[24 - 08 - 2005, 04:48 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الاحترام متبادل اخي د. ابو طالب ولي ملاحظات جامة على ما اثرت في مقالتك وساقوم بكتابتها لاحقا.

تحياتي.

ـ[أبو فهر]ــــــــ[12 - 09 - 2005, 09:05 م]ـ

أحبتي، الذي أراه والله أعلم في معنى قوله تعالى: (وما خلق الجن والإنس إلا ليعبدون)

أن قوله: (ليعبدون) استثناء مفرغ من أعم الأحوال؛ أي: ما خلق الجن والإنس لأي شيء إلا للعبادة.

واللام في قوله: (إلا ليعبدون) للتعليل، وهذا التعليل لبيان الحكمة من الخلق، وليس التعليل الملازم للمعلول؛ إذ لو كان كذلك للزم أن يكون الخلق كلهم عباداً يتعبدون له، وليس الأمر كذلك، فهذه العلة غائية، وليست موجبة.

فالعلة الغائية لبيان الغاية والمقصود من هذا الفعل، لكنها قد تقع، وقد لا تقع، مثل: بريت القلم لأكتب به؛ فقد تكتب، وقد لا تكتب.

والعلة الموجبة معناها: أن المعلول مبني عليها؛ فلابد أن تقع، وتكون سابقة للمعلول، ولازمة له، مثل: انكسر الزجاج لشدة الحرة.

وما تقدم هو مفاد كلام شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ العثيمين

ودمتم للمحب/أبو فهر

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير