[أثر التشبيه في المعنى!!]
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[08 - 04 - 2008, 11:53 م]ـ
[أثر التشبيه في المعنى!!]
1 ـ قد يكون القصد من التشبيه إيضاح جانب، أو جوانب من الواقع؛
كقول الجاحظ يصف الحية:
وانتصبت كأنها رمح مركوز، أو عود ثابت!!
2 ـ يستخدم الأديب التشبيه أحيانا لتجسيم الفكرة وبيانها وشرحها، وذلك
عندما يكون المشبه مجردا؛ كقول البوصيريّ:
والنَّفْسُ كالطِّفْلُ إنْ تُهْمِلُهُ شَبَّ عَلَى = حُبِّ الرِّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ
3 ـ وقد يكون القصد التصوير مع الإيحاء؛ والمقصود بالإيحاء أن تثير الصورة
خيال القارئ، وأن تدفعه إلى أبعد مما قاله الأديب!!
قال الشاعر خليل مطران يصف نهر "التبر"، بعد أن أحرق نيرون روما:
دَفَقَ التِّبْرُ ضِيَاءً وَدَماً = مُسْتَفِيضَ اللّجِّ ياقُوتاً وَتِبْرَا
كانَ بِالأَمْسِ كَمِرْآةٍ صَفَتْ = رُبَّمَا كَدَّرَهَا الطَّائِرُ نَقْرَا
تَلتَقِي فِيهَا صُرُوحٌ عَبَسَتْ = قَاتِمَاتٍ وَرُبىً تَبْسِمُ خُضْرا
فإِذا مَرَّتْ نُسيْمَات بِها = حطَّمتْهَا قِدَداً رُبْداً وَغُرَّا
4 ـ أو التعبير عن انفعال الأديب، وبعث الانفعال في القارئ، وربما كانت هذه هي الصفة الأساسية للتشبيه في الشعر ..
قال الشاعر أبو القاسم الشابيّ:
عذبة أنت كالطفولة كالأح = لام كالحن كالصباح الجديد
كالسَّماء الضَّحُوكِ كاللَّيلَةِ القمراءِ = كالوردِ كابتسامِ الوليدِ
5 ـ أو الزينة والزخرفة؛ ويقع هذا عندما يعنى الأديب بالشكل؛ كما هو الحال في الشعر الرمزي، وفي العصور التي تسودها الصنعة والتكلف ..
وفي الحالة الأولى: تكون غاية التشبيه أن يسهم في خلق الإيقاع الشعري.
وفي الحالة الثانية: تكون الغايه إظهار البراعة اللفظية، وعلى هذا فالشواهد من عصر الدول المتتابعة كثيرة، وهي خير شاهد على ذلك.