تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)

ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 08 - 2008, 02:44 م]ـ

من قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

فهي آية فيها من الأحكام واللطائف البلاغية ما فيها:

فتقديم لفظ الجلالة: الاسم الكريم: "الله"، مقرونا بلام الاستحقاق مشعر بقصر تلك الأسماء على الله عز وجل.

وتعريف الأسماء بـ: "أل" الجنسية الاستغراقية مشعر باختصاص الله، عز وجل، بكل اسم كريم، سمى به نفسه أو سماه به رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فالباب غيبي توقيفي، لا دخل للعقل فيه إلا الاتباع والتسليم، إذ كيف تدرك العقول كنه صفة الرب، جلا وعلا، فله من الكمال أعلاه، فلا يشركه فيه سواه.

و "الحسنى": صيغة تفضيل محلاة بـ: "أل" فهي مظنة التخصيص، فله وحده الأسماء الحسنى، التي بلغت غاية الحسن، إذ التفضيل مظنة العهد، فـ: "أل" في هذا السياق: عهدية تشير إلى أسماء بعينها اختص بها مسمى بعينه فلا يشركه في كمالها أحد، كما قرر البلاغيون، فصار اختصاص الرب، جل وعلا، بتلك الأسماء الحسنى مؤكدا من ثلاثة أوجه:

القصر بتقديم: "لله"، ودخول لام الاستحقاق على لفظ الجلالة، والعهد الذي تشير إليه "أل" في "الحسنى".

ولا يتم الكمال في الاسم إلا بتمام التأله بما تضمنه من وصف، فهو: علم على الذات القدسية، وصف كمال لها. فالعليم: علم على ذات الرب، جل وعلا، المتصفة بكمال العلم، فيعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن أن لو كان كيف يكون، وعلى هذا فقس في سائر أسماء الرب، تبارك وتعالى، فأثبت الاسم ابتداء، ولا تعطله عن نعت الكمال انتهاء.

وأسماء الرب، جل وعلا، قد تضمنت من نعوت الكمال:

نعوت الجمال في نحو: الرحمن، والرحيم، والحميد، والغفور، والودود.

ونعوت الجلال في نحو: الجبار، والمتكبر، والقهار.

فله، عز وجل، الكمال المطلق: جلالا وجمالا، فهو: الحميد جمالا، المجيد جلالا، ولكل اسم عبودية:

فعبودية أسماء الجمال: الرجاء، فالكريم يرجى عطاؤه.

وعبودية أسماء الجلال: الخشية، فالجبار يخشى عذابه.

وفي التنزيل: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا)، فالرغب: لازم الرجاء، والرهب لازم الخشية.

وفي الحديث: (ونرجو رحمتك ونخشى عذابك).

والرجاء مقصود لذاته فهو باعث على فعل المأمور، والخشية مقصودة لغيرها فهي باعثة على ترك المحظور، فالرجاء أشرف من الخشية، لأن الفعل أشرف من الترك، ولا غنى للعبد عن كليهما فهو ما بين رجاء وحسن ظن بالله، عز وجل، وخشية وخوف من مكره جل وعلا.

اللهم أبلغنا المأمن بسكنى الجنان والنجاة من النيران.

والله أعلى وأعلم.

ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 12:21 ص]ـ

جزيت خيرا على ماقدمت

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير