من قوله تعالى: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ......... )
ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 08:52 ص]ـ
من قوله تعالى: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ):
إله: خبر موطئ لما بعده، فالله، عز وجل، إله، لا يجادل في ذلك إلا فاسد العقل مختل، أو فاسد الفطرة منتكس، أو جاحد مستكبر، ولكن محط الفائدة فيما بعده وهو: الإقرار بوحدانيته، فكان ما قبلها موطئا لها، فليس الشأن: أن يُعْرَف الواحد، وإنما الشأن أن يُوَحَد الواحد، ولو كانت المعرفة كافية لكان إبليس لعنه الله أول الناجين فما أعرفه بربه!!، وما أجحده لحقه!!!.
لا إله إلا هو: توكيد لما قبله، فهو بمنزلة التتميم أو التذييل المؤكد له، وقد تضمن إفراد الله، عز وجل، بالألوهية بحصر معناها فيه بأقوى أساليب الحصر: النفي والاستثناء.
الرحمن الرحيم: خبران لمبتدأ محذوف تقديره "هو" في أحد الأقوال، فيكون في الكلام: حصر وتوكيد بتعريف الجزأين.
فاحتوت هذه الآية على قِصَرها كل أنواع التوحيد:
فتوحيد الإلهية في أولها.
وتوحيد الربوبية في اسم "الرحمن" ذو الرحمة الواسعة التي شملت البر والفاجر، فيصلهم من عطاء الربوبية ما يصلهم.
وتوحيد الأسماء والصفات في إثبات اسمي: الرحمن ذو الرحمة العامة، و: الرحيم: ذو الرحمة الخاصة بالمؤمنين.
والله أعلى وأعلم.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[26 - 09 - 2008, 09:26 م]ـ
أنا أستمتع بقراءة هذه الآية كلما مررت عليها وعلى التي بعدها
ففي هذه الآية نفي لجميع الملل التي تشرك بالله سواء عبدوا وثنا أم بشرا أم حجرا
كما تنفي الإلحاد ثم تليها الآية التي تقيم الأدلة على فساد عقولهم.
فيقولون الطبيعة فعلت وفعلت
وما الطبيعة إلا (مجموعة الأنظمة التي تسير الأرض) والتي خُلِقت مع خلق الكون
فالأنظمة الفيزيائية والكيميائية والبيئية وما شابهها كلها مخلوقة ومجموعها يسمى الطبيعة
جزيت خيرا
ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 09 - 2008, 07:56 ص]ـ
وجزاك الله خيرا: شيخ محمد، شيخ الفصيح، ونفعك ونفع بك.
ملاحظة دقيقة ومسلك لطيف في النظر.
فذكر الله، عز وجل، القضية في الآية الأولى، ثم أقام البراهين على صحتها في الآية التالية وأبطل دعوى الخصوم، ففي الآيتين خطاب مؤثر للعقل والقلب معا، فهي ترسخ يقين الألوهية المبني على تقرير الربوبية المفصل في الآية الثانية، وتقيم البرهان العقلي الدامغ على ذلك، فالقرآن: خطاب قلبي عقلي في نفس الوقت، لما كا ادعى الفلاسفة والمتكلمون من كون خطاب القرآن: خطابا إنشائيا عاطفيا يخاطب القلب دون العقل، أو مسائل خبرية لا دليل عقلي عليها، فراحوا يلتمسون الأدلة العقلية في حكمة الأوائل، فصارت براهين فلاسفة اليونان أصلا عندهم دون براهين مُنْزِل الفرقان، فوقع لهم من الضلال ما قد علم.
والله أعلى وأعلم.