تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الاعجاز القرآني]

ـ[أحلام]ــــــــ[20 - 05 - 2008, 11:13 م]ـ

الإعجاز القرآني:

يعدُّ القرآن الكريمُ بالإجماع معجزة النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم الكبرى، وإن كان قد أُيِّد بمعجزات كثيرةٍ؛ غير أن تلك المعجزات قامت في أوقات خاصة، وأحوال خاصة، أما القرآن الكريم فهو للناس عامة، وفي كل وقت وحين، فعن أبي هريرة قال: قال الني صلى الله عليه وسلم:

? ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أُتيت وحياً أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة ?.

وقد حمل القرآن دعوة التحدي إلى الناس عامة، وإلى العرب خاصةً وقت نزول القرآن الكريم بأن يأتوا بمثل هذا القرآن، أو بعشر سورٍ مثله مفتريات، أو بسورة من مثله، فقال عز وجل: ?قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ? وقد تحداهم بأن يأتوا بعشر سورٍ فقال تعالى: ?أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ?، أما من حيث التحدي بالإتيان بسورة من مثله فقد قال عز وجل: ?وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ

النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ?.

ولم تقف دعوة التحدي عند العربِ خاصة، أو غيرهم، بل تعدت إلى الثقلين " الإنس والجن "عامةً، وذلك في قوله تعالى: ?قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا? وقد نتج عن هذا التحدي عجز العرب وغيرهم عن الإتيان بمثل هذا القرآن، أو بعشر سورٍ مثله، أو بسورة مثله، وعلى الرغم من تسليم العرب بالعجز في حينه فإن الوقوف على الجهة التي كان فيها الإعجاز القرآني أمراً لم تلتق عنده الآراء، ولم يكن محل اتفاق بين العلماء والباحثين والناظرين في وجوه الإعجاز في كل مكان وزمان، فثمة آراء في الجهة أو الجهات التي كان بها القرآن معجزاً، وليس ذلك شأن معجزات سائر الأنبياء؛ إذ كل معجزة كانت تنادي بوضوح معلنةً صفتها التي أعجزت بها، وتشير بصراحة إلى الجهة التي جاء منها الإعجاز، فيعلم الناس حينذك ماذا في المعجزة من دلائل الإعجاز، وما فيها من القوة الظاهرة والقاهرة التي لا يتسنى لهم القيام بها. ويرى المتدبر في قصة موسى عليه السلام أن معجزة يده تتمثل في أنها مثل أيدي الناس، لحم ودم وعظم وعصب، لا تختلف مطلقاً عن أيدي البشر، إلا أن هنالك قدرة لا تُرى، هي قوة الله عز وجل التي تمد موسىعليه السلام بهذه المعجزات، وليست يده، والأمر نفسه في عصاه؛ إذ هي في حد ذاتها مجرد عصا، مثل أي عصا أخرى، لا تخرج عن صفات العصي، ولكنها في يده تفعل الأعاجيب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير