تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[في سورة البقرة (2)]

ـ[هاني الجميعي]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 10:51 ص]ـ

قال الله تعالى في سورة البقرة (أولئك الذين اشتروا الضللة بالهدى فما ربحت تجرتهم

وما كانوا مهتدين) البقرة 16

في الآية (استعارة تصريحية) بديعة، شبه تعالى تركهم الإيمان، وأخذهم بدله الكفر

بإنسان اشترى بضاعة، ودفع فيها ثمنا باهضا، ثم ذهبت مع الريح، فعظمت خسارته

واشتد حزنه.

استعار لفظ الشراء (اشتروا) للاستبدال، ثم زاده توضيحا بقوله (فما ربحت تجرتهم)

وهذا يسمى بالترشيح، الذي يبلغ بالاستعارة الذروة العليا من البيان.

ـ[مدقق املائي]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 02:26 م]ـ

جزاك الله خيرا اخي على الموضوع بورك فيك

ـ[ابن القاضي]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 09:30 م]ـ

موضوع قصير؛ لكنه رائع وجميل ومفيد.

بوركت يمناك أخي الكريم.

ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[26 - 08 - 2008, 07:44 ص]ـ

كذلك أخي الكريم نجد أن في قوله تعالى (اشتروا) استعارة تبعية أيضا، بتشبيه الضلالة على الهدى بالشراءبجامع ترك مرغوب عنه وأخذ مرغوب فيه، ثم استعير المشبه به للمشبه واشتق من الشراء "اشتروا"بمعنى اختاروا، والقرينة: استحالة المبادلة الحقيقية بين الضلالة والهدى.

وقد رشح لهذه الاستعارة قوله"فما ربحت تجارتهم"وهي جملة تناسب الشراء_وهو المشبه به_وفائدتها بيان أن هؤلاء المنافقين قد استبدلوا بها الضلالة، فأضاعوا كلتا الطلبتين، فبقوا خائبين خاسرين نائين عن طريق التجارة (1)

فهؤلاء القوم لم يهتدوا إلى طريق التجارة الرابحة فخسروا الدنيا والآخرة.

فالاستعارة تصريحية تبعية لجريانها في المشتق، ومرشحة لارتباطها بما يلائم المشبه به.

(ولعل السر البلاغي الذي عدل من أجله أصل التعبير _الذي هو الاستبدال_هو أن المشتري يكون راغبا في الشيء المشترى، وباذلاً للثمن فيه، لأنهغير راغب فيه إذا قورنبما اشتراه، هذا غرض .. وغرض آخر هو أن الشيء المشترى ملازم لمن اشتراه، أما الثمن المبذول فيه فمفارق له متى وقع البيع بينالطرفين صحيحا، وهؤلاء كانوا زاهدين في الهدى، ولذلك بذلوه ثمنا فيما يحبونه ـ وهو الضلالة ـفبين هذا المجاز معان وخفايا مستورة لم يكن للوقوف عليها سبيل لو عبر عنها بأسلوب الحقيقة اللغوية) (2)


(1) انظر: تحرير التحبير ص/99 و تفسير أبي السعود:1/ 38.
(2) خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية:2/ 323و324.

ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 12:24 ص]ـ
شكرا لكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير