تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من قوله تعالى: (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ ........... )

ـ[مهاجر]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 06:30 ص]ـ

من قوله تعالى: (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ).

يقولون: استحضار لقولهم مع أنه قد انقضى، ففيه توبيخ لهم، بإنزاله منزلة الواقع حالا، فلم يسقط بالتقادم، كما يقول القانونيون في عصرنا الحاضر.

ونسب الفعل لهم، مع أن القائل واحد، وهو عبد الله بن أبي، عليه من الله ما يستحق، فيكون من باب: العام الذي أريد به خاص، أو يقال بأن سكوتهم على قوله: مظنة الرضا به، فالسكوت في موضع البيان بيان، فنسب القول إليهم لإقرارهم، فالإقرار ينزل منزلة الفعل الضمني، فهو أدنى من الفعل الصريح ولكنه كاف في نسبة القول أو الفعل إلى المقر.

لئن: توكيد بالقسم، المقترن باللام الموطئة، التي محضت الجواب له، وإن اقترن بالشرط.

المدينة: علم بالغلبة على مدينة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كقولك: "الكتاب" لكتاب سيبويه رحمه الله.

ليخرجن: توكيد القسم باللام ونون التوكيد المثقلة، فكأن الأمر بالنسبة لهم واقع لا محالة.

الأعز: "أل" المقترنة بـ: "أفعل" التفضيل تفيد العهد، لأن أفعل التفضيل مظنة العهد، لدلالته على مُفَضَلٍ بعينه، ويؤيد ذلك سبب نزول الآية.

وكذا الأذل: فهو، بزعمهم، يدل على جمع معهود، وهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والصحابة، رضي الله عنهم، وكذبوا فهم الجمع الأذل لا خير طباق الأمة.

ولله العزة: قول بالموجب، إذ أثبت نقيض ما ادعوه، وإن لم يتعرض لحكم إخراج المؤمنين أو إدخالهم، وإنما تعرض للدفاع عنهم، فهذا ما يلزم أصالة.

وفيه حصر وتوكيد بتقديم ما حقه التأخير.

وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ: حذف معمول "لا يعلمون" لدلالة السياق عليه، فتقدير الكلام: ولكن المنافقين لا يعلمون أن لله العزة ولرسوله وللمؤمنين، وحذف ما دل السياق عليه من أوجه البلاغة إذ ذكره تكرار معيب.

والله أعلى وأعلم.

ـ[الفهد التائه]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 06:54 ص]ـ

http://www.moeforum.net/vb1/uploaded/279354_1210996414.gif

سلمت يداك.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير