تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دراسة بلاغية في آية قرآنية]

ـ[عاشق البيان]ــــــــ[01 - 07 - 2008, 04:13 ص]ـ

قال الله تعال:" وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها"

لا شك أن لكل لفظة في القرآن الكريم معناها الذي لا يمكن لأي لفظة أخرى أن تؤديه بكامله، ولو انتزعت لفظة من القرآن ثم أدير لسان العرب على غيرها لما وجد أنسب ولا أبلغ منها في مكانها، وهذل هو وجه إعجاز القرآن، وصورة من أروع صور النظم المعجز.

وفي هذه الآية الكريمة جاء وصف لأم موسى عليه السلام حين عثر آل فرعون على وليدها حيث فزعت وقلقت عليه، فوصف لنا القرآن حالها بدقة متناهية وبألفاظ موجزة، حيث وصف قلبها بالفؤاد مرة وبالقلب مرة أخرى.

جاء لفظ الفؤاد عندما كانت قلقة متوترة قد فقدت صبرها أو كادت، ثم لما ربط الله عليه وصبرها وأزال فزعها وقلقها جاء بلفظ القلب.

فما هو السر البياني في مجيء كلتا اللفظتين في هذه الآية مع أن المراد في الظاهر هو شيء واحد؟ هل هو مجرد تنوع في الألفاظ أم أن هناك سرا بيانييا؟

قبل الإجابة على هذا التساؤل لا بد من الرجوع إلى أصل معنى المفردتين:

أولا: الفؤاد: مأخوذ من التفؤد وهو التقلب، يقال فأدت اللحم إذا شويته وقلبته على النار. ويقال للقلب فؤاد في حالة تقلبه وقلقه وعد اطمئنانه.

ثانيا: القلب: من التقلب، وسمي القلب قلبا لأنه بين يدي الرحمن يقلبه كيف شاء.

فلما كان قلب أم موسى قلقا متوترا وصفه الله تعالى بالفؤاد، ثم لما ربط الله عليه وصبرها وصفه بالقلب" آلا بذكر الله تطمئن القلوب"

فسبحان الله العظيم الحكيم.

ـ[أبو أسيد]ــــــــ[01 - 07 - 2008, 10:42 ص]ـ

بوركت

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير