{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ .. }
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[31 - 08 - 2008, 10:22 م]ـ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ. شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} البقرة: 183 - 185
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ.}
سنحلق معكم في أجواء هذه الآيات الشريفة متأملين ما تتضمنه من جمال لغوي وبلاغي, مع الإشارة إلى بعض الفوائد التربوية بإيجاز.
إن المتأمل هذه الآية الشريفة يلمس جمال وروعة الأسلوب الخطابي القرآني, الذي يهدف في مجمله إلى تهيئة النفوس لتقبل فريضة الصوم وعدم استثقال أداء هذه العبادة العظيمة, ونجد ذلك فيما يلي:
أولا:
ابتدأ القرآن خطابه بـ {يا أيها الذين آمنوا} , أي يا أيها المصدقون, حيث وصفهم بصفة عظيمة وهي الإيمان, وفي هذا النوع من الخطاب تهدئة للأنفس, وحث لخا لأن تتقبل ما يطلبه خالقها منها, و إن كان هذا الصوم خلافا لشهوات النفس ورغباتها.
ثانيا:
المقطع القرآني { ... كما كتب على الذين من قبلكم ... } أي أن هذا الحكم التكليفي ليس مقصورا عليكم, وإنما فرض على من تقدمكم من الأمم, وفي هذا تخفيف من الشعور بثقل الفريضة.
ثالثا:
في المقطع القرآني {لعلكم تتقون} بيان لثمرة أداء هذا العمل وأثارها التربوية, الذي يتمثل في الحصول على التقوى التي هي بغية المؤمن, وفي هذا دفع للمؤمنين على القيام بهذه الفريضة بكل حب وارتياح دون كلفة أو تضمر.
رابعا:
في المقطع القرآني {أياما معدودات}
إن ذكر {أياما} نكرة ووصفها بالعددية يدل على تحقيرها وتقليلها تخفيفا من مشقة التكليف, وهذا المقطع القرآني منسجم مع ما تقدم من خطاب إلهي.
يُتبع:
ـ[ندى الرميح]ــــــــ[01 - 09 - 2008, 02:15 ص]ـ
تلمّسٌ بديع لتهيئة الخطاب القرآني النفوس لهذه الشعيرة العظيمة ..
بانتظار بقية اللفتات دكتور حجي ..