{وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا}
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 04:05 م]ـ
{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} الكهف: 49
مشهد من مشاهد يوم القيامة يتصف بالهول والرعب والخوف الهائل من المصير القادم.
الموقف مهول جدا ومروع ومزلزل, وقد استخدمت فيه أكثر من أداة لوصف شدته وهول مطلعه.
جاء التعبير فيه بالفعل االمضارع {يقولون} وهذا يفيد استحضار الحالة الفظيعة التي يعيشونها، كما أنه يفيد تكرر قولهم ذلك وإعادته شأن الفزعين الخائفين, حيث أن الفعل المضارع يفيد تجدد الحدث وتكرار وقوعه.
كذلك استخدم القرآن الاستفهام في قولهم: {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ} مستعمل في التعجيب, لوصف هول الموقف.
كذلك أورد القرآن الجملة الفعلية {لا يغادر} في موضع الحال، هي مثار التعجيب, وهي تعطي دلالة أخرى على هول الموقف وفظاعته.
بالإضافة إلى ذلك استخدم القرآن الكريم المفردة (ويلة) للمبالغة في الوصف.
الويل هو سوء الهلاك والحال.
ويلة هي تأنيث للكلمة ويل, كما هو الحال في (دار) و (دارة) التي تشير إلى سعة المكان.
الويلة تعطي معنى أعمق في الدلالة من كلمة ويل.
لقد استخدم القرآن الكريم كلمة (ويلة) في اكثر من مورد, حيث وردت أيضا في قوله تعالى:
{قال يا وليتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب} في سورة العقود المائدة [31].
في اللسان:
(ويل) وَيْلٌ كلمة مثل وَيْحٍ إِلاَّ أَنها كلمة عَذاب يقال وَيْلَهُ ووَيْلَكَ ووَيْلي وفي النُّدْبةِ وَيْلاهُ. قال الأَعشى:
قالتْ هُرَيْرَةُ لمّا جئتُ زائرَها
وَيْلي عليكَ ووَيْلي منكَ يا رَجُلُ
وقد تدخل عليه الهاء فيقال وَيْلة. قال مالك بن جَعْدة التغلبي:
لأُمِّك وَيْلةٌ وعليك أُخْرَى
فلا شاةٌ تُنِيلُ ولا بَعِيرُ
والوَيْل حُلولُ الشرِّ والوَيْلةُ الفضيحة والبَلِيَّة وقيل هو تَفَجُّع وإِذا قال القائل واوَيْلَتاه فإِنما يعني وافَضِيحَتاه وكذلك تفسير قوله تعالى يا وَيْلَتَنا ما لهذا الكتاب "
وقال الشيخ الطوسي في التبيان:
" قوله " ويقولون " الواو واو الحال وتقديره قائلين " يا ويلتنا " وهذه لفظة، من وقع في شدة دعا بها. "
ـ[ندى الرميح]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 04:37 م]ـ
جزاك الله خيرًا دكتور، ومنّ عليك بالعلم النافع.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 08:21 م]ـ
جعلة الله في موازين حسناتك
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 08:22 م]ـ
د. حجي إبراهيم الزويد.
ما أعظم القرآن!
ما أجمل البلاغة!
ما أجمل اللغة العربية! حين يحلل جوهرها أمثالك يا دكتور.
كأنني - والله - أشاهد الموقف نعوذ بالله من الخسران يوم القيامة.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 03:16 م]ـ
الفاضلة ندى الرميح:
بارك الله فيك وبك, وأعلى لديه منزلتك.
شكرا للمتابعة.
----
الفاضلة مُبحرة في علمٍ لاينتهي:
أشكر لك حضورك وكلماتك.
بارك الله فيك, ووفقك إلى كل ما يحبه ويرضاه.
--
الأخ الفاضل عبدالعزيز بن حمد العمار:
نعم, ما أعظم بيان القرآن.
شكرا لكلماتكم.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبكم وسرور روحكم.
ـ[أحلام]ــــــــ[31 - 07 - 2008, 05:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا العرض الرائع
وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم