تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[اقتباسات من كتاب الاقتباس]

ـ[أنس بن سليم الرشيد]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 02:07 ص]ـ

هذه فوائد منتقاة من كتاب (الاقتباس أنواعه وأحكامه دراسة شرعية بلاغية) للدكتور عبدالمحسن العسكر

دونتها أثناء القراءة , وهي تعتبر أهم ما في الكتاب , ولعل الشيء الجديد فيه - عند متخصصي اللغة العربية بشكل عام والبلاغة بشكل خاص - هو الحكم الشرعي للاقتباس.

• عرف العلماء الاقتباس بأنه (تضمين الكلام شيئا من القرآن أو الحديث من غير دلالة على أنه منهما)

ثم علق المؤلف: ((وفي هذا نظر؛ إذ كيف يقولون: تضمين الكلام ... ثم ينفون أن يكون من القرآن حقيقة. وأرى أن يقال: تضمين الكلام جملة أو أكثر توافق لفظ القرآن أو الحديث. وذلك لأن في قولنا جملة أو أكثر تحديدا دقيقا لما يصح إطلاق الاقتباس عليه فخرج بذلك تضمين الكلمة ونحوها , ولما في هذا التعريف من حسم للحرج الذي يجده بعض العلماء في الاقتباس)).

• الذي جرى عليه البحث البلاغي أن التضمين غير الاقتباس , فالتضمين هو أن يضمن الشعر شيئا من

شعر الغير مع التنبيه عليه. كما في قول الحريري:

على أني سأنشد عند بيعي .... .... أضاعوني وأي فتى أضاعوا) >>>> صدر بيت للعرجي

• من الفقهاء من توسع في مفهوم (الاقتباس) فأدخل فيه (العَقْد) وجعله منه فتجده يسوق شواهد للعقد ويسميها اقتباسا مثل السبكي والزركشي. وهذا خلاف ما عليه البلاغيون؛ فإن بين العقد والاقتباس فرقا ظاهرا , فالعقد فيه تصريح بالقول لما يراد تضمينه كقول الشافعي:

أنلني بالذي استقرضت خطاً ...... ..... وأَشْهد معشرا قد شاهدوه

فإن الله خلاق البرايا ...... ...... عنت لجلال هيبته الوجوه

يقول: إذا تداينتم بدينٍ ....... ..... إلى أجل مسمى فاكتبوه

• قسم البلاغيون الاقتباس من حيث نقل المقتَبس عن معناه الأصلي وعدمه إلى قسمين:

الأول: مالم ينقل فيه المقتبس.

الثاني: ما نقل. ومن ذلك قول ابن الرومي:

لئن أخطأت في مدحيك .... ..... ما أخطأت في منعي

لقد أنزلت حاجاتي .... ..... بواد غير ذي زرع

• ثم إن التغيير اليسير لا يخرجه عن كونه اقتباسا كقول عمر الخيام:

يريد الجاهلون ليطفئوه .... .... ويأبى الله إلا أن يتمه

• ولا بأس به من الناحية الفنية , بل قد يلجأ إليه الشاعر؛ لاستقامة الوزن كما في قول البستي:

خذ العفو وأمر بعرف كما ..... ..... أمرت وأعرض عن الجاهلين

ــــ قال ابن معصوم المدني: الصحيح أن المقتبس ليس بقرآن حقيقة , بل كلام

يماثله بدليل جواز النقل عن معناه الأصلي , وتغيير يسير وذلك في القرآن كفر.

• للاقتباس أصل شرعي كما جاء في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر:

((الله أكبر , خربت خيبر! إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين)).

• وممن أثر عنه الاقتباس الإمام مالك – إمام دار الهجرة , فقد جاء في ترجمته أن مخلد بن خداش قال:

سالت مالكا عن الشطرنج؟ فقال: أحق هو؟ فقلت: لا. قال: (فماذا بعد الحق إلا الضلال).

• يقول المؤلف (وعجيب أن فكرة الاقتباس من القرآن امتدت لتبلغ أسماء المصنفات فتجد بعض العلماء يقتبس في تسمية مؤلفه كما فعل أبو يوسف القزويني حين دعا تفسيره الضخم بـ (حدائق ذات بهجة) ومن هؤلاء الطاهر بن عاشور فقد سمى أحد كتبه (أليس الصبح بقريب).

• لما كان الاقتباس من القرآن والحديث في بعض جهاته بمنزلة الحلية التي يزدان بها الكلام فقد جعل من البديع. والذي يجب بيانه هنا أن معنى كونه من البديع عندهم أنه من التحسين الثانوي ... الذي يجيء بعد الفراغ من الاعتبارات الجوهرية في حسن الكلام من مطابقته لمقتضى الحال وإيراده بطرق واضحة. ولا جرم أن هذه النظرة ظلم للبديع بأكمله ... ولكن حسبي أن أشير إلى قيمة فنون البديع باشتمال القرآن على كثير منها , وقد جاءت في محالها في أكرم موضع وليست حلية ترف ولا زينة يستغنى الكلام عنها. وإننا نرى كثيرا من المقتبسين من القرآن ... لايكون قصد التحسين أكبر عندهم من إصابة الغرض في المعنى ..

ثم استشهد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرناه آنفا حين دخوله خيبر

فقال: أفيكون غرضه عليه الصلاة والسلام هو مجرد الحسن وتزويق الألفاظ أم أن المقام مقام تهديد وفخر؟!!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير