تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما هي معاني [حتى] المختلفة؟]

ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 04:32 ص]ـ

.. سمعت أن حرف الجر [حتى] له معاني كثيرة ومختلفة .. أتمنى أن أجد جوابا مفصلا ً لاستخدامات [حتى] .. وشكرا لكم

ـ[مهاجر]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 05:52 ص]ـ

منها:

الغاية: وهي أشهرها، فترادف "إلى"، كما في قوله تعالى: (فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، أي: إلى أن تفيء إلى أمر الله، ومفهوم الغاية من أقسام مفهوم المخالفة عند الأصوليين، فحكم ما بعد الغاية مخالف لحكم ما قبلها، فقبل الفيء الحكم: وجوب القتال المستفاد من صيغة الأمر في قوله تعالى: (فَقَاتِلُوا)، وبعده: وجوب الإصلاح المستفاد من صيغة الأمر في قوله تعالى: (فَأَصْلِحُوا).

ونظيره قوله تعالى: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)، أي: إلى طلوع الفجر.

وقول الشاعر:

ليس العطاء من الفضول سماحة ******* حتى تجود وما لديك قليل.

أي: إلى أن تبلغ مرتبة الجود من القليل، فتكون صدقتك: جهد المقل.

والتعليل: كما في نفس الآية السابقة، فالمعنى: فقاتلوا التي تبغي كي تفيء إلى أمر الله.

والعطف: سواء كان التدرج فيه من:

الأدنى إلى الأعلى، كقولك: مات الناس حتى الأنبياء.

أو من الأعلى إلى الأدنى، كقولك: جاء الناس حتى الحجامون، باعتبار الحجامة من المهن الدنية، وإن كانت مباحة.

والابتداء: نحو: أكلت السمكة حتى رأسُها، فحتى ابتدائية بدليل رفع ما بعدها، فيكون تقدير الكلام: حتى رأسُها مأكولٌ.

بخلاف: حتى رأسِها: فهي غائية.

و: حتى رأسَها: فهي عاطفة.

وبإمكانك مراجعة فصل "حتى" في "مغني اللبيب" للشيخ للعلامة ابن هشام الأنصاري رحمه الله.

والله أعلى وأعلم.

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 06:50 ص]ـ

في مغني اللبيب عن كتب الأعاريب؛ لابن هشام اللغوي:

((حتى:

حرف يأتي لأحد ثلاثة معان:

انتهاء الغاية وهو الغالب، والتعليل، وبمعنى إلاّ في الاستثناء وهذا أقلها، وقلَّ من يذكره.

وتستعمل على ثلاثة أوجه:

أحدها: أن تكون حرفاً جاراً بمنزلة الى في المعنى والعمل، ولكنها تخالفها في ثلاثة أمور: أحدها: أن لمخفوضها شرطين، أحدهما عام، وهو أن يكون ظاهراً لا مضمراً، خلافاً للكوفيين والمبرد، فأما قوله:

أتتْ حتّاكَ تقصدُ كلَّ فجٍّ = تُرجّي منكَ أنها لا تخيبُ

فضرورة، واختلف في علة المنع؛ فقيل:

هي أنّ مجرورها لا يكون إلا بعضاً مما قبلها أو كبعض منه، فلم يمكن عود ضمير البعض على الكل، ويرده أنه قد يكون ضميراً حاضراً كما في البيت فلا يعود على ما تقدم، وأنه قد يكون ضميراً غائباً عائداً على ما تقدم غير الكل، كقولك زيدٌ ضربتُ القومَ حتّاهُ، وقيل:

العلة خشية التباسها بالعاطفة، ويرده أنها لو دخلت عليه لقيل في العاطفة قاموا حتى أنتَ وأكرمتهم حتى إياك، بالفصل؛ لأن الضمير لا يتصل إلا بعامله، وفي الخافضة حتاك بالوصل كما في البيت، وحينئذٍ فلا التباس، ونظيرُه أنهم يقولون في توكيد الضمير المنصوب رأيتُكَ أنتَ، وفي البدل منه رأيتُكَ إيّاك، فلم يحصل لبسٌ، وقيل: لو دخلت عليه قلبت ألفها ياء كما في إلى، وهي فرع عن إلى، فلا تحتمل ذلك، والشرط الثاني خاص بالمسبوق بذي أجزاء، وهو أن يكون المجرورُ آخراً نحو أكلتُ السّمكةَ حتّى رأسِها، أو ملاقياً لآخر جزء نحو (سلامٌ هي حتى مطلعِ الفجرِ) ولا يجوز سرتُ البارحةَ حتى ثُلثِها أو نصفِها، كذا قال المغاربة وغيرهم، وتوهم ابن مالك أن ذلك لم يقل به إلا الزمخشري، واعترض عليه بقوله:

عيّنتْ ليلةً فما زلتُ حتى = نصفِها راجياً فعدتُ يؤوسا

وهذا ليس محلَّ الاشتراط؛ إذ لم يقل فما زلت في تلك الليلة حتى نصفها، وإن كان المعنى عليه، ولكنه لم يصرح به.

الثاني: أنها إذا لم يكن معها قرينةٌ تقتضي دخول ما بعدها كما في قوله:

ألقى الصّحيفةَ كي تُخفِّفَ رحلهُ = والزّادَ حتّى نعلَهُ ألقاها

أو عدم دخوله كما في قوله:

سقى الحيا الأرضَ حتى أمكُن عُزيت = لهم فلا زالَ عنها الخيرُ مجدُودا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير