من قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي ......... )
ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 07:44 ص]ـ
من قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا).
قال رب: لأن المقام مقام افتقار إلى عطاء الربوبية من الولد، فناسب الدعاء بالرب لا الإله.
إني وهن: توكيد الضعف والافتقار بـ: "إن" المؤكدة، والإتيان بالفعل الماضي: "وهن" الذي يدل على وقوع الأمر تحقيقا لا احتمالا.
العظم: تنبيه بالأعلى على الأدنى، فإن العظم هو أقوى أجزاء البدن وآخرها وهنا، فإذا وهن فقد وهن غيره من باب أولى.
وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا: ولم يقل: واشتعل شيب الرأس، لأن الأولى تفيد عموم الاشتعال فقد صار الرأس كله أبيضا من الهرم، بخلاف الثانية فإنها تصدق باشتعال بضع شعرات بالشيب، ولو كان صاحبها فتى في ريعان الشباب.
وفي الإبهام بـ: "واشتعل الرأس"، ثم البيان بـ: "شيبا"، استرعاء لانتباه السامع، فكأن سؤالا قد تولد في ذهنه لما سمع: واشتعل الرأس، عن كنه هذا الاشتعال ونسبته، فجاء الجواب: شيبا.
وفيه: استعارة:
مكنية: إذ شبه بياض الشعر بالنار، ثم حذف المشبه به: "النار" وكنى عنه بلازم من لوازمه وهو: الاشتعال.
تبعية: لأنها وقعت في الفعل "اشتعل" المشتق من المصدر: "اشتعال" على أصح أقوال النحاة.
وفي الدعاء إطناب بذكر أوجه الضعف، وهذا مما يتلاءم مع سياق دعاء المسألة الذي يظهر الداعي فيه الذلة والمسكنة، فيطنب في ذكر أوجه افتقاره إلى الباري عز وجل.
وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبّ شَقِيّاً: إحسان ظن بالله، عز وجل، فما دعاه طيلة عمره المديد إلا واستجاب له
والله أعلى وأعلم
ـ[عين الحياة]ــــــــ[26 - 06 - 2008, 07:33 م]ـ
يعطيك العااافية
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[04 - 07 - 2008, 09:48 م]ـ
رائع تحليل بلاغي ممتع .........
بقيت الإشارة إلى ان الآية من سورة مريم
ـ[مهاجر]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 08:55 ص]ـ
وهبكم الله حسن الثواب حالا ومآلا جزاء المرور وحسن الظن أيها الكريمان.