تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[جماليات مقدمة تفسير الطبري]

ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 08:51 ص]ـ

القارئ لمقدمة تفسير الطبري، وكتب التفسير التراثية، يجد أن هذه المقدمات لكتب التفاسير لم تكن مجرد مقدمة يُعرِّف فيها المُفسر بمنهجه في التفسير وطريقته في التبيين، بل يجد أن مقدمات التفاسير هي لطائف أدبية، وتراكيب إبداعية، تستقطب العقل وتمتع الفكر، وتهف إلى الإقناع والإمتاع معاً. ومقدمة تفسير الطبري بصفة عامة قد جمعت وشملت مواضيع متعددة فتحدث فيها الطبري عن صفات الله (عز وجل) وعن صفات الرسل (عليهم الصلاة والسلام) واستشهد فيها بالآيات القرآنية الكريمة، كما تحدث فيه عن صفات البشر، وبين هدف إرسال الرسل، وغير ذلك الكثير مما جاء في مقدمة تفسير الطبري، فأصبحت مقدمة كتابه عبارة عن موضوع شامل متكامل يُذكر البشر بأساسيات التدين، ويجمع لهم في مقدمته موجزاً دينياً للفكر الإسلامي عن الدين والرسل والقرآن والرسول والمعجزة وهف العلم بصفة عامة.

وتمثل منهج الطبري في مقدمته بالآتي:

1ـ البدء بالبسملة.

2ـ العمل الذي سوف يقوم به، هو بركة من عند الله، وأمر من الله.

3ـ توضيح السَنة التي بدأ فيها هذا الأمر، (وهي سنة 306هـ).

4ـ ذكر (الحمد لله)، بعد بيان بركة هذا العمل.

5ـ بيان تأثير دلائل وآيات الله عز وجل على أولي الألباب.

6ـ التحدث عن بعض صفات الله عز وجل.

7ـ الاستشهاد بآيات قرآنية كريمة في المقدمة.

8ـ التحدث عن صفات البشر.

9ـ بيان هدف إرسال الله للرسل.

10ـ التحدث عن رسل الله عز وجل.

أـ تأييد الله للرسل بالمعجزات.

ب ـ الرسل سفراء وأمناء على الوحي.

ج ـ تفضيل الله للرسل بعضهم على بعض.

د ـ تفضيل الله لسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).

هـ ـ بيان ما حدث للرسل السابقين وما تعرضوا له.

وـ حمد الله على الإيمان بالله واتباعنا لرسولنا.

زـ الصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

11ـ استخدام المؤلف لتركيب (أما بعد).

12ـ بيان ما خص الله به أمة محمد (صلى الله عليه وسلم).

13ـ بيان ما خص الله به نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم).

14ـ تضمين آيات قرآنية كريمة خلال كلام المؤلف.

15ـ بيان قوة معجزة الرسول (صلى الله عليه وسلم)

16ـ حفظ الله عز وجل لكتابه الكريم والمعجزة الباقية.

17ـ بيان أهمية القرآن الكريم في تقويم حياة الإنسان

18ـ الدعاء بالتوفيق في إصابة التفسير.

19ـ إخبار الناس أن غاية العلم هو خدمة كتاب الله.

20ـ بيان منهج التفسير الذي يتبعه في كتابه.

21ـ الدعاء.

22ـ بيان أول ما سيبدأ به في كتابه.

وهاك تفسيراً لهذا المنهج الذي سار عليه الطبري في مقدمته:

1ـ البدء بالبسملة. إذا نظرنا إلى مقدمة الطبري في تفسيره فإنه يبدأ بقوله: (بسم الله الرحمن الرحيم).

2ـ العمل الذي سوف يقوم به، هو بركة من عند الله، وأمر من الله.

ويخبر الطبري أن هذا العمل هو (بركة من الله وأمر) فيبدأ بالبسملة، لكي لا يكون عمله ناقصاً مقطوعاً، ثم يبين أن كل ما جاء في هذا التفسير هو (بركة من الله وأمر).

3ـ توضيح السَنة التي بدأ فيها هذا الأمر، (وهي سنة 306هـ).

ثم يقول: (قرئ على أبي جعفر محمد بن جرير الطَّبري في سنة ست وثلثمئة، قال:).

4ـ ثم ذكر (الحمد لله)، بعد بيان بركة هذا العمل.

بعد ذلك يحمد الله، ويثني عليه، يقول: (الحمد لله).

5ـ بيان تأثير دلائل وآيات الله عز وجل على أولي الألباب.

ثم يبين أن الحجة للألباب هي بدائع الحكمة، وأن لطائف هذه الحجة أخرست العقول. وعجائب الصنع قطعت أعذار الملحدين، وأن أدلة وجود الله وآياته أسمعت العالمين من خلال ألسنتها التي تتحدث بها، والتي تشهدا أن الله عز وجل واحداً. يقول: (الحمد لله. الذي حَجَّت الألبابَ بدائعُ حِكَمه، وخَصَمت العقولَ لطائفُ حُججه وقطعت عذرَ الملحدين عجائبُ صُنْعه، وهَتفتْ في أسماع العالمينَ ألسنُ أدلَّته، شاهدةٌ أنه الله الذي لاَ إله إلا هو)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير