تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الطريقة المثلى لدراسة البلاغة وتذوقها]

ـ[عارف الحمزي]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 02:06 ص]ـ

مما لا يختلف فيه أن معجزة النبى محمد صلى الله عليه وسلم هي القرآن الكريم الذي جمع بين دفتيه صدق الأخبار وبلاغة الأحكام والأسلوب.

وقد تعدد اتجاهات العلماء في تحديد سر الإعجاز في هذا الكتاب العظيم وكانت الغالبية ذاهبة إلى أن ذلك السر كائن في بلاغة نظمه.

وعلى هذا القول بنيت الكتب البلاغية قديماً واعتمدت المناهج الدراسية حديثاً وكان هذا الأمر صواباً.

إلا أن الملاحظ إغراق الكتب الحديثة وأعضاء هيئة التدريس في تقرير القواعد البلاغية على ضوء الشواهد الشعرية الفصيحة والاكتفاء من الشواهد القرآنية بما ورد في كتب البلاغة القديمة فقط.

والذي أرى أن هذا الصنيع مناف للغرض الذي وجد لأجله علم البلاغة وهو إبراز إعجاز القرآن الكريم من خلال أسلوبه.

تصور لو أن كل مدرس للبلاغة جعل أمثلة كل درس من القرآن الكريم كيف سيكون أسلوبه قوياً ونتائج درسه يقينية؛ لأن مقاصد القرآن حقيقية ومرادة بخلاف مقاصد الشعراء والكتاب.

وانظر معي إلى بلاغة المتشابه اللفظي في القرآن الكريم وما فيه من سحر بلاغي كيف يجذبك نحوه وترتاح إليه وترى بعد ذلك أن البلاغة العربية من خلال القرآن الكريم عزيزة ولذيذة بل وسببا لزيادة الإيمان بالله تعالى وبصدق كتابه " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا ".

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 02:18 ص]ـ

فعلا أخي عارفا، وللأسف - نحن المعلمين - نتلقف فتات الشعراء، ونقول: والبلاغة فيه كذا والبلاغة فيه وكذا، وحرمنا أنفسنا روعة البلاغة القرآنية والنبوية بأيدينا.

ـ[عارف الحمزي]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 02:36 ص]ـ

أشكرك أستاذي عبد العزيز وأسأل الله تعالى أن يهدينا إلى العلم النافع والعمل الصالح.

وأؤكد على الفكرة السابقة أن عبد القاهر الجرجاني ألف كتابه دلائل الإعجاز - والذي يعد أعظم الكتب البلاغية على الإطلاق - للرد على نظريتين تفسران إعجازالقرآن الكريم.

أولهما: نظرية المعنى التى ترى أن إعجاز القرآن راجع إلى عظمة معانيه.

وثانيتهما: نظرية اللفظ التى ترى أن إعجاز القرآن راجع إلى سحر في ألفاظه.

وخلص إلى أن إعجازه في النظريتن معاً وهي المعاني العظيمة في الألفاظ المناسبة لها وتلك هي نظرية النظم المشهورة.

وهي النظرية التي بواستطها نهتدي إلى بلاغة القرآن الكريم.

ـ[د. عبدالعزيز العمار]ــــــــ[05 - 08 - 2008, 02:21 م]ـ

صدقت أخي فيما قلته وكتبه، فالقول الراجح في إعجاز القرآن في بلاغته وإعجازه، وفي حسن نظمه، ولم تجد البلاغة نفسها وألقها إلا في روعة القرآن الكريم وبلاغته، وستكون لي وقفات في هذا المنتدى - إن شاء الله - مع البلاغة

القرآنية، فقد درستها، ودرَّستها، وتخصصت فيها، وكتبت فيها كثيرا، فلعل الله

أن ييسر الأمر.

ومع ذلك فللشعر مكانته السامقة، ومنزلته الرفيعة، فلا يصح أن يُصرف النظر عنه، ويقلل من قيمته ومكانته، ولأمر ما سلك المشككون في إعجاز القرآن الكريم

خطوتهم الأولى في الشك في نسبة الشعر الجاهلي، وقد بلينا بقضية الانتحال

أخي الفاضل أن الطريقة المثلى في دراسة البلاغة هي تحليل النصوص الفصيحة من القرآن ومن روائع النبوة، والشعر العربي، وللحديث بقية.

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 03:25 ص]ـ

البلاغة لا تستقل إلا بجناح النقد

والنقد لا يقوم إلا بعُمُد الأدب

والأدب لا يعيش في جو من الأدلجة الموجّهة (بكسر الجيم المشددة وفتحها)

وفي علم المنطق والرياضة: إذا كان (أ) يؤدي إلى (ب)، و (ب) يؤدي إلى (ج)؛ فإن (أ) ـ منطقيا ـ يؤدي (ج).

والسلام عليكم،،،

ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 03:46 م]ـ

هل الأخ عارف يدعو إلى الاكتفاء بالقرآن في دراسة البلاغة وصرف النظر عن غيره من نصوص الحديث النبوي وكلام العرب؟ ما الفكرة تحديدا؟ وما الجديد الذي تدعو إليه، أخي الكريم؟

ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 04:21 م]ـ

لا بد أن ننظر للأمر بنظرة واقعية بعيداً عن الآمال و الطموحات.

إن مناقشة قواعد البلاغة من خلال الآيات القرآنية، يجعلها عرضة للأخذ و الرد من مجموعة طلاب و معلمين غير مؤهلين لمناقشة دلالة القرآن الكريم و مقاصدة، و لربما أدى إلى صرف المعنى عن مراده، أو أوقع المتعلمين في شبهات هم في غنى عنها.

قال الله تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا)

و الذين يستنبطونه هم العلماء، و المشركون عندما أرادوا الطعن في كتاب الله أرسلوا الوليد بن عتبة لأنه كان أعلمهم ببلاغة العرب.

فدراسة القواعد البلاغية من خلال الشواهد الشعرية و أقوال العرب المأثورة، تكون فيه حرية مناقشة المتعلمين أوسع و يستطيع المعلم أن يبدل و يؤخر و يقدم كيفما شاء. و الواقع يشهد كيف يدخل الطالب و المعلم في نقاش حول ملمح بلاغي معين، فكون أن المتعلم يبقى متلقي فقط لن تفيده بشيء، فإذا اتقن المتعلم القاعدة يمكن حينها الاستشهاد بالقرآن الكريم لبيان إعجازه البلاغي.

و دمتم في حفظ الله و رعايته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير