تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من قوله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا ا

ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 08 - 2008, 07:21 ص]ـ

من قوله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ).

أم: بمعنى "بل" ففيها: إضراب انتقال عما قبلها لا إبطال له، فهي فرع على: (وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، إذ الاختلاف سنة كونية، لازمها ابتلاء أهل الحق بتسلط أهل الباطل عليهم، ليمحص الله، عز وجل، المؤمنين، ولما كان هذا الابتلاء شديدا على النفوس، جاءت هذه الآية مسلية لأهل البلاء، ببيان السنة الكونية، فإن الإنسان إذا علمها، هان عليه احتمالها طلبا لما بعدها من تمكين في الدنيا والآخرة، مصداق قوله تعالى: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ).

وفي الآية استفهام مقدر، فتقدير الكلام: بل أحَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ.

مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا: بيان لإجمال ذلك المثل، فكأن المخاطب قد سأل مستفهما، وما ذلك المثل الذي أتى من قبلنا؟، كما ذكر ذلك أبو السعود، رحمه الله، ففي الإبهام ابتداء ثم البيان انتهاء: تشويق واسترعاء لانتباه السامع، وعليه يقال: إن في الكلام حذفا استدل عليه بدلالة الاقتضاء التي يقدر فيها محذوف يزيل إجمال السياق.

وفي قراءة: "حتى يقولُ" بالرفع: استحضار للصورة، فكأنه واقعٌ مشاهدٌ، لمزيد بيان لحال أولئك المبتلين، فيهون البلاء على المخاطبين باستحضار سير سلفهم من أهل الإيمان.

مَتَى نَصْرُ اللَّهِ: طلب وتمن له واسْتطالةً لمدة الشدة والعناءِ، كما ذكر ذلك أبو السعود رحمه الله.

أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ: فرج بعد الشدة، مؤكد بـ: "ألا" الاستفتاحية استرعاء لانتباه المخاطب، و"إن"، واسمية الجملة، فحالهم يستدعي التوكيد ما أمكن على قرب نصر الله، عز وجل، لتقوى قلوبهم على احتمال الأذى في سبيل الله.

والله أعلى وأعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير