[أثرقصة سيدنا يوسف (عليه السلام) في الأدب والشعرالعربي]
ـ[أحلام]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 03:25 م]ـ
:::أثر قصة يوسف في الأدب والشعر.
كانت قصة يوسف مطمح أنظار الكتاب والشعراء قديماً وحديثاً، ومنبعاً يستوحون منه خيالاتهم وإبداعاتهم؛ وقد قال تعالى: ? لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ?؛ فهذه زوجة شاعر لم تصدق دموع زوجها حين رأته يبكي؛ فشبهتها بقميص يوسف لما جاء به أخوته وعليه دم كذب، وهذه إحدى دلالات القميص في القصة فقالت:
جفونك والدموع تجول فيها وقلبك ليس بالقلب الكئيبِ
نظير قميص يوسف يوم جاءوا على لباته بدمٍ كذوبِ
وقال أبو الطيب المتنبي:
يَحِطَّ كُلَّ طَويلِ الرُمحِ حامِلُهُ مِن سَرجِ كُلِّ طَويلِ الباعِ يَعبوبِ
كَأَنَّ كُلَّ سُؤالٍ في مَسامِعِهِ قَميصُ يوسُفَ في أَجفانِ يَعقوبِ
وقال آخر يمجد صاحبته ويندب حظه فيقول:
لها علم لقمان وسورة يوسف ولي حزن يعقوب وقصة آدم
فلا تقتلوها إن قتلت بها جوىً بلى فاسألوها كيف حل لها دمي
ويقول ابن الفارض:
وأرغَمَ أنفَ البَين لُطْفُ اشتِمالِها عليَّ بما يُرْبي على كُلّ مُنيَة
بها مثلمَا أمسَيتُ أصْبحتُ مُغرَماً وما أصْبحتْ فيه من الحسنِ أمست
فلوْ منحتْ كلّ الورى بعضَ حُسنها خَلا يوسُفٍ ما فاتَهُم بمَزِيَّة
وقال ابن عبد ربه الأندلسي وفي حديثه إشارة إلى الحسن اليوسفي الذي اكتحلت به الأبصار:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا مَن عليهِ رداءُ البأسِ والجودِ من جودِ كفكَ يجري الماءُ في العودِ
لمَّا تطلعتَ في يومِ الخميسِ لنا والناسُ حولك في عيدٍ بلا عيدِ
وبادرتْ نحوكَ الأبصارُ واكتحلتْ بحسنِ يوسُفَ في محرابِ داودِ
وهذا العباس بن الأحنف يستشهد بإحدى دلالات قميص يوسف وهي البراءة مما اتهمته به امرأة العزيز، فقال:
رَماني فَلَمّا أَقصَدَتني سِهامُهُ بَكى لي وَشامَ الباقِياتِ مِنَ النَبلِ
وَقَد زَعَمَت يُمنٌ بِأَنّي أَرَدتُها عَلى نَفسِها تَبّاً لِذَلِكَ مِن فِعلِ
سَلوا عَن قَميصي مِثلَ شاهِدِ يوسُفٍ فَإِنَّ قَميصي لَم يَكُن قُدَّ مِن قُبلِ
وقال ابن عبد ربه الاندلسي:
بَكيتُ حَتَّى لم أَدَعْ عَبرَةً إِذْ حَملوا الهودَجَ فَوقَ القَلوصْ
بُكاءَ يَعقوبٍ على يُوسُفٍ حَتَّى شَفَى غُلَّتَهُ بالقَميصْ
وقال ابن النقيب:
كأنَّه وهو في كفي أقلبه قميصُ يوسفَ في أجفان يعقوب
ويقول ابن راشد الحمامي:
لِلّهِ وَردٌ ناضِرٌ في سَوسَن غَضٌّ حَيا اِستِحيائِهِ يَحمِيهِ
عَن سِحرِ هارُوتٍ يُحدِّثُ لَحظُهُ وَجَمالُهُ عَن يُوسُفٍ يَروِيه
وقال ابن سالم الهمداني:
وَلَكِنَّهُ مُذ لاحَ لامَ عذارِهِ تَجَنّى فَلا يَلوي عَلى مَن تَعَذّرا
شَراني بِبَخسٍ وَهُوَ في الحُسنِ يُوسُفٌ وَما بِاعَني إِلّا بِأَرخَصِ ما اِشتَرى
فَيُمسي إِذا ما أظَلَمَ اللَيلُ ظالِمي وَيَهجُر إِن صامَ النَهارُ وَهَجّرا
أما أمير الشعراء أحمد شوقي فقد استحضر قمة الحسن التي ليوسف، وكذلك استحضر الحدث الذي وقع عند خروج يوسف عليه السلام على نسوة المدينة اللاتي قطعن أيديهن، يقول شوقي:
الحسنُ حلفت بيوسفه والصورة أنك مفردُهُ
إذ ودَّتْ كلُّ مقطِّعةٍ يدها لو تُبْعَث تشهدُهُ
وقال ابراهيم الأحدب:
يا من بيوسف سموه فتاه على أهل الصبابة واستعلى على البشر
ما فيك من يوسف المشهور من صفة سوى القميص الذي قد قد من دبر
وقال ابن الوردي:
أقسمتُ لو شاهدتَهُ يختالُ تحتَ المصحفِ
لحسبتَ صورةَ يوسفٍ تمشي بسورةِ يوسفِ
ويزخر الأدب العربي بنتاجٍ وافرٍ يستلهم من القصة أدواته وخيالاته ومداده؛ ذلك لما للقصة من أثر واضح في نفوس الأدباء.