تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من قوله تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ ........ )

ـ[مهاجر]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 05:45 م]ـ

من قوله تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ).

لن تنالوا: نفي مغيىً تسلط على المصدر الكامن في الفعل: "تنالوا"، فأفاد عموم النفي، فلن يصل المرء إلى حقيقة البر إلا باستيفاء شرطه.

حتى تنفقوا: غاية النفي، فتفيد بمفهومها، وهو: مفهوم الغاية، وقوع المنفي، فلن ينال البر من لم ينفق، وسيناله من أنفق.

مما: "من": بيانية: أي من جنس ما تحبون، أو تبعيضية: أي جزءا مما تحبون، كما أشار إلى ذلك أبو السعود، رحمه الله، ولا مانع من حملها على كلا المعنيين، إذ الأصل الإعمال بالجمع لا الإهمال بالترجيح، وإثبات كليهما يزيد في المعنى، فالإنفاق يتعلق بـ: جنس العين ومقدار ما ينفق منها، تماما كالصدقة الواجبة فإنها تجب في أجناس بعينها بمقادير محددة.

تحبون: أي: تحبونه: فحذف عائد الصلة، فيكون في الكلام إيجاز بحذف ما دل عليه السياق.

وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ:

"شيء" نكرة في سياق نفي مؤكد بـ: "من" الزائدة، لبث الطمأنينة في نفس المنفق، فما ستنفقه، عظيما كان أو حقيرا: فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ، وفي الجملة: توكيد بـ: "إن"، واسمية الجملة التي تدل على الثبوت والاستمرار لقرينة إحاطة علم الله عز وجل بكل المعلومات جليلها وحقيرها، وتقديم معمول "عليم": "به" فيفيد الحصر المؤكد.

والجملة بأكملها بمنزلة التذييل المؤكد للجملة الأولى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ).

والله أعلى وأعلم.

ـ[رسالة]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 10:31 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا وفتح عليك وجعل هجرتك لله ورسوله.

من قوله تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ).

هل لي بمعرفة السرّ البلاغي في اتصال ممّا في الآية الكريمة؟

ـ[مهاجر]ــــــــ[31 - 08 - 2008, 08:36 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

جزاك الله خيرا على المرور والتعليق.

يبدو، والله أعلم، أن الأمر يتعلق بالرسم القرآني، فلا فرق بين: "من ما" و "مما" في المعنى والحكم التجويدي، فهو إدغام ناقص بين النون والميم منع كمالَه وجودُ الغنة، وإذا طبقنا تعريف الإدغام: النطق بالحرف الثاني مشددا، تكون "مما" بتشديد الميم الثانية بعد إدغام النون فيها رسما يتبع اللفظ الذي ينطق به القارئ لا الأصل الذي يتركب منه الكلام: "من" منفصلة ثم "ما"، وفي الحالتين: الإدغام واجب.

والله أعلى وأعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير