[عن التذييل]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 09:33 ص]ـ
من أجمل ما يشير إليه علماء البلاغة العربية وهم يتناولون تراثنا الشعري بالدراسة والتأمل والتحليل ما يسمونه" التذييل" ويعنون به إطلاق الشاعر للمثل أو الحكمة يختتم بها بيته لشعري فيكون له وقع عميق وصدى قوي في النفس والقلب، كما يكون أسرع إلى تركيز المعنى المطلوب وأنفذ في إيصاله وتبليغه
يقول أبو فراس الحمداني:
تهون علينا في المعالي نفوسنا= ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر
ويقول أبو الطيب المتنبي:
وحيد من الخلان في كل بلدة= إذا عظم المطلوب قل المساعد
بذا قضت الأيام ما بين أهلها= مصائب قوم عند قوم فوائد
ويقول شاعر قديم، وجميع أبيات مقطوعته مختومة بهذا التذييل البديع الذي يتضمن مثلا أو حكمة:
يحيرني من طرفه لحظته= وهل في الورى من لا يحيره السحر
أرى منه جمرًا مضرمًا في جوانحي= وكل محب في جوانحه جمر
لقد عيل في الأحزان صبري كاه= ومن خالف الأحزان خالفه الصبر
عشقت وقلبي ضاع في العشق سرَّه= وفي أي قلبٍ يجمعُ العشقُ والسرُّ
ولنا وقفة أخرى مع التذييل
ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 10:00 ص]ـ
تكملة لما سبق
ويلاحظ البلاغيون أن بعض الشعراء يتفننون في التذييل فيأتون في البيت الواحد بمثلين أو حكمتين يقول لبيد:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل = وكل نعيم لا محالة زائل
ويقول المتنبي:
أعز مكان في الدنا ظهر سابح= وخير جليس في الزمان كتاب
ويقول:
وكل امريء يولي الجميل محبب= وكل مكان ينبت العزّ طيب
ويقول أبو فراس الحمداني:
ومن لم يُوق الله فهو مضيَّع= ومن لم يُعزّ الله فهو ذليل