تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أثر عِلمِ المعاني في بَلاغة الكلام

ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 08 - 2008, 02:01 ص]ـ

أنه يبين لك وجوب مطابقة الكلام لحال السامعين والمواطن التي يقال فيها، ويُريك أن القول لا يكون بليغاً كيفما كانت صورته حتى يلائم المقام الذي قيل فيه، ويناسب حال السامع الذي أٌلقي عليه، وقديما قال العرب: لكل مقام مقال.

وكثيرًا ما تجد الشَّاعر يسْهُلُ أحْياناً ويلين حتى يُشْبه شعره لغة الخطاب، ويخشُن آونة، ويصلُب حتى كأنه يقذفك بالجلمد، كل ذلك على حسب موضوعه الذي يقول فيه والطبقة التي يُنشدها شعرَه. ومن خير الأمثلة لهذا النوع أبونواس، فِإنه في خمرياته غيرُه في مدائحه ووصفه.

واعتبر هذا الأصل بما كان من النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه لما أراد أَن يَكتب إلى مَلك فارس اختار أسهل الألفاظ وأَوضحها فقال:

"من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس سلامٌ على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله، وأدعوكَ بدِعايةِ الله، فإني أنا رسول الله إلى الخلق كافَّة لينذر من كان حيا ويحِق القولُ على الكافرين، فأسلمْ تسلم، فإِن أَبيْتَ فإِثمُ المجوس عليك ".

وحين أراد أَن يكتب إلى أُكيدر صاحبِ دومة الجندل فَخَّم الأَلفاظ وأتى بالجزْل النادر فقال:

" من محمد رسول الله لأُكيدر حين أَجاب إلى الإِسلام وخلع الأَنداد والأَصنام إن لنا الضَاحيةَ [1] من البَعْل [2] والبُور [3] والمَعامى [4] وأغفال الأَرض [5] والْحَلقةَ [6] والسلاح، ولكم الضَّامنةُ من النَخل [7] والمعين [7] من المعمور، لا تُعدل سارحتكم [9]، ولا تُعَدُّ فاردتُكم [10] ولا يحظَرُ عليكم النبات تقيمون الصلاة لوقَتها وتؤدون الزكاة، عليكم بذلك عهد الله وميثاقه".

ـــــــــــــــــــــــ

1] الضاحية (من النخل): النخلة البارزة الظاهرة الخارجة عن أسوار المدينة والعمران.

[2] البعل: النخل الراسخة عروقه في الأرض.

[3] البور: الأرض الخراب التي لم تزرع.

[4] المعامي: جمع معمى وهي الأراضي المجهولة.

[5] أغفال الأرض: الأراضي التي لا أثر للعمارة فيها.

[6] الحلقة: بسكون اللام: السلاح عاماً.

[7] الضامنة من النخل: ما كان داخلا في العمارة وأطاف بها سور المدينة.

[8] المعين: الماء الجاري على وجه الأرض وقيل الماء العذب الكثير.

[9] لا تعدل سارحتكم. السارحة: الماشية، يريد أن ماشيتهم لا تصرف عن مرعى تريده.

[10] لا تعد فاردتكم. الفاردة: الزائدة على الفريضة، يقول: لا تضم فاردتكم إلى غيرها فتعد معها وتحسب

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[07 - 08 - 2008, 05:00 ص]ـ

ونظل نتفيأ ظلالك أبا فادي.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير