[في الموازنة!!!]
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[17 - 04 - 2008, 08:44 ص]ـ
في الموازنة:
وهي أن تكون ألفاظ الفواصل من الكلام المنثور متساوية في الوزن، وأن يكون صدر البيت الشعري وعجزه متساوي الألفاظ وزناً، وللكلام بذلك طلاوة ورونق، وسببه الاعتدال؛ لأنه المطلوب في جميع الأشياء، وإذا كانت مقاطع الكلام معدلةً وقعت من النفس موقع الاستحسان، وهذا لا مراء فيه لوضوحه.
وهذا النوع من الكلام هو أخو السجع في المعادلة دون المماثلة؛ لأن في السجع اعتدالاً وزيادة على الاعتدال، وهي تماثل أجزاء الفواصل لورودها على حرف واحد، وأما الموازنة ففيها الاعتدال الموجود في السجع، ولا تماثل في فواصلها؛ فيقال إذاً: كل سجع موازنة، وليس كل موازنة سجعاً!!؟
وعلى هذا فالسجع أخص من الموازنة فمما جاء منها قوله تعالى:"وآتيناهما الكتاب المستبين، وهديناهما الصراط المستقيم" والمستبين والمستقيم على وزن واحد.
وكذلك قوله تعالى في سورة مريم عليها السلام:
" واتخذوا من دون الله آلهةً ليكونوا لهم عزاً، كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضداً، ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزاً، فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عداً".
وكذلك قوله تعالى في سورة حم عسق:
"والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضةٌ عند ربهم وعليهم غضبٌ ولهم عذابٌ شديدٌ، الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريبٌ، يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها يعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلالٍ بعيدٍ، الله لطيفٌ بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز، من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب، أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذابٌ أليمٌ، ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقعٌ بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير" ..
وهذه الآيات جميعها على وزن واحد، فإن "شديد" و"قريب" و"بعيد" و"عزيز" و"نصيب" و"أليم" و"كبير" ..
كل ذلك على وزن فعيل، وإن اختلف حروف المقاطع التي هي فواصلها.
وأٍمثال هذا في القرآن كثير، بل معظم آياته جاريه على هذا النهج، حتى إنه لا تخلوا منه سورة من السور، ولقد تصفحته فوجدته لا يكاد يخرج منه شيء عن السجع والموازنة.
وأما ما جاء من هذا النوع شعراً فقول ربيعة بن ذؤابه:
إن يقتلوك فقد ثلت عروشهم = بعتيبة بن الحرث بن شهاب
بأشدهم بأساً على أصحابه = وأعزهم فقداً على الأصحاب
فالبيت الثاني هو المختص بالموازنة؛ فإن بأساً وفقداً على وزن واحد.
(المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر؛ لابن الأثير الكاتب)
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[17 - 04 - 2008, 02:46 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء موضوع رائع استفدت منه كثيراً جعله الله في موازين حسناتك
ياأستاذي الفاضل لك كل الشكر والتقدير من تلميذك
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[17 - 04 - 2008, 03:03 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء موضوع رائع استفدت منه كثيراً جعله الله في موازين حسناتك
ياأستاذي الفاضل لك كل الشكر والتقدير من تلميذك
هلا وغلا بأخي الحبيب أبي غيداء
حمدا لله على ماتفضلت به مشكورا
ولك مني كل الحبّ والتقدير
مع أطيب التمنيات
شكرا لك
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 06:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم0
ـ[هاني السمعو]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 07:04 م]ـ
أستاذنا في بعض الكتب ورد شرح حسن التقسيم لنفس ما ذكرت فلو تكرمت التوضيح بالفرق بين حسن التقسيم والموازنة بارك الله فيك
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 07:26 م]ـ
أستاذنا في بعض الكتب ورد شرح حسن التقسيم لنفس ما ذكرت فلو تكرمت التوضيح بالفرق بين حسن التقسيم والموازنة بارك الله فيك
حسن التقسيم: وهو بناء البيت الواحد على عدة جمل متساوية وزنا وموسيقى ويصنع إيقاعا داخل بنية النص موازيا للإيقاع الخارجي ويتفق مع السجع في وظيفته على رتابة النثر الاعتيادي التنبيه بتحقق شرط (أبو هلال العسكري) بأن يسلم من التكلف ويبرأ من التعسف ويسمح بمرور المعاني مقرونة بالمباني فتخترق الآذان وتصل إلى الوجدان فتسمو الأفهام.
والتقسيم الذي يتمثل في التقطيع ويقصد به تقطيع ألفاظ البيت الواحد من الشعر إلى أقسام تمثل تفعيلاته العروضية أو إلى مقاطع متساوية في الوزن ويسمى التقسيم حينئذ (التقسيم بالتقطيع) ومن أمثلة ذلك، وهو من بحر الطويل قول المتنبي:
فَيا شَوقِ ما أَبقى وَيالي مِنَ النَوى = وَيا دَمعِ ما أَجرى وَيا قَلبِ ما أَصبى
فقد جاء المتنبي بهذا البيت مقسما على تقطيع الوزن كل لفظتين ربع بيت.
ومنه، وهو من بحر البسيط، قول المتنبي أيضا:
للسبي ما نكحوا والقتل ما ولدوا = والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا
فقد جاء البيت مقسما مقطعا إلى أربعة مقاطع متساوية في الوزن.
¥